
قال خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز ؛ إن المملكة العربية السعودية تنتهج في محيطها الإقليمي والدولي سياسة تستند إلى احترام القوانين والأعراف الدولية، والسعي المستمر لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار ، ودعم الحلول السياسية للنزاعات ومكافحة التطرف بأشكاله وصوره كافة.
وأضاف الملك سلمان خلال كلمة ألقاها أمام أعمال الدورة ٧٥ لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء؛ إن المملكة لن تتهاون في الدفاع عن أمنها الوطني، ولن تتخلى عن الشعب اليمني الشقيق حتى يستعيد كامل سيادته واستقلاله من الهيمنة الإيرانية .
وأشار الملك سلمان إلى أن نظام إيران لا يعبأ باستقرار الاقتصاد العالمي أو بإمدادات النفط للأسواق العالمية، مؤكداً أن إيران تواصل استهداف المملكة بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن.
وأوضح الملك في كلمته أن المملكة انطلاقًا من موقعها في العالم الإسلامي تضطلع بمسؤولية خاصة وتاريخية تتمثل في حماية عقيدتها الإسلامية السمحة من محاولات التشويه من التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة.
وأضاف خادم الحرمين أن الشرق الأوسط عانت من قوى التطرف والإرهاب لافتاً إلى أن المملكة مدت يد السلام مع إيران إلا أنها استمرت بنشر الإرهاب والفوضى.
وتابع الملك سلمان في حديثه أن المملكة تدعو إلى تكثيف الجهود والعمل الدولي المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه الإنسانية في مجال التغير المناخي ومكافحة الفقر والجريمة المنظمة وانتشار الأوبئة ،للعمل نحو مستقبل مشرق تعيش فيه الأجيال القادمة بأمن واستقرار وسلام.
وأوضح خادم الحرمين الشريفين أن المملكة تدعم جميع الجهود الرامية للدفع بعملية السلام العربية، كما تساند ما تبذله الإدارة الأمريكية الحالية من جهود لإحلال السلام في الشرق الأوسط من خلال جلوس الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق عادل وشامل.
وفيما يتعلق بالسلام في الشرق الأوسط، قال خادم الحرمين الشريفين إن ذلك هو “خيارنا الاستراتيجي، وواجبنا ألا ندخر جهدا للعمل معا نحو تحقيق مستقبل مشرق يسوده السلام والاستقرار والازدهار والتعايش بين شعوب المنطقة كافة.”
وأضاف أن المملكة تدعم جميع الجهود الرامية للدفع بعملية السلام، وقد طرحت مبادرات للسلام منذ عام 1981، “وتضمنت مبادرة السلام العربية مرتكزات لحل شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي يكفل حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.”
وأعرب خادم الحرمين الشريفين عن مساندته للجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية الحالية من جهود لإحلال السلام في الشرق الأوسط من خلال جلوس الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق عادل وشامل.
الملك سلمان أشار في خطابه أيضا إلى الإرهاب والفكر المتطرف واللذين قال إنهما يمثلان تحديا رئيسيا يواجههُ العالم بأسره، مشيرا إلى النجاحات المهمة التي تحققت في مواجهة التنظيمات المتطرفة، خلال الأعوام القليلة الماضية، “بما في ذلك دحر سيطرة تنظيم داعش على الأراضي في العراق وسوريا، من خلال جهود التحالف الدولي، كما نجحت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن في توجيه ضربات مهمة لتنظيمي القاعدة وداعش في اليمن.”
وأكد خادم الحرمين الشريفين أن تحقيق النجاح في المعركة ضد الإرهاب والتطرف يتطلب تكثيف جهودنا المشتركة من خلال مواجهة هذا التحدي بشكل شامل يتناول مكافحة تمويل الإرهاب، والفكر المتطرف. وأشار إلى قيام المملكة بدعم عدد من المؤسسات الدولية التي تساهم في دعم الجهود المشتركة في مواجهة هذا التحدي، “حيث دعمت المملكة مركز الأمم المتحدة الدولي لمكافحة الإرهاب، بمبلغ مئة وعشرة ملايين دولار، وانشأت المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، كما تستضيف المملكة المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب.”
ودعا الملك سلمان بن عبد العزيز، في خطابه أمام الجمعية العامة، إلى التعايش السلمي والاعتدال والتكاتف بين دول العالم وشعوبها في مواجهة التحديات الإنسانية الاستثنائية المشتركة التي تواجه عالمنا “فالعالم اليوم يواجه تحديا كبيرا يتمثل في جائحة كورونا وآثارها الصحية والإنسانية والاقتصادية.”
وأشار إلى قيام بلاده، بوصفها رئيسة لمجموعة العشرين، بتنسيق الجهود الدولية من خلال عقد مؤتمر في مارس/آذار الماضي على مستوى القادة لتنسيق الجهود العالمية لمكافحة هذه الجائحة والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي.
وأضاف أن المملكة أعلنت، خلال القمة، تقديم مبلغ خمسمئة مليون دولار لدعم جهود مكافحة الجائحة، وتعزيز التأهب والاستجابة للحالات الطارئة، وأنها مستمرة في الدفع بجهود الاستجابة الدولية للتعامل مع الجائحة ومعالجة آثارها.
وتطرق الملك سلمان إلى الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في مجال العمل الإنساني، مبينا أن بلاده “من أكثر الدول المانحة في مجال المساعدات الإنسانية والتنموية ولم تميز المملكة أحدا في هذه الجهود على أسس سياسية أو عرقية أو دينية.” وقال إن المساعدات التي قدمتها المملكة بلغت أكثر من 86 مليون دولار “استفادت منها 81 دولة.”