المقالات

تعلمنا من اليوم الوطني

اليوم الوطني منهج يجب أن يتعلّم منه المجتمعات التي تسودها القلاقل والمشكلات، فكانت شبه الجزيرة العربية أو 75% من مساحاتها تسودها النزاعات، وندرة العلم، وربما تغلبت ثقافة الخرافة، والجاهلية، وقد عادت إليهم الجاهلية الأولى بكل صورها، وساد قطع الطريق على الحجاج، وأما الحرمين الشريفين فكانا في حالة خدمية لا ترقى للمستوى المطلوب كما نشاهده في الصور التي التقطها الكثير من الرحالة أو الرسومات كل ذلك مؤشر على الحالة ما قبل الوحدة الوطنية، وكذلك ما وثقه الكثير من الرحالة المستشرقين لحياة العربي في شبه الجزيرة العربية.
كذلك ما نسمعه من إرث شفوي يتناقله الأجيال من أشعار، ووقائع بين أبناء الوطن قبل وحدته نستنتج من تلك الروايات المتوارثة.
إن العصر الجاهلي قد عاد إلى شبه الجزيرة العربية.
لقد أنقذ الله شبه الجزيرة العربية بالدولة السعودية في مراحلها الثلاث الأولى والثانية، واليوم نحن في العصر السعودي الحديث، وأفضل إنقاذ هو إعادة العقيدة الإسلامية كما كانت عليه، وأثرت هذه الدعوة في العالم الخارجي.
أصبح أبناء المملكة العربية السعودية بعد الوحدة الوطنية مجتمع واحد فابن نجد أخواله من الحجاز، وابن الحجاز أخواله من الشمال، وابن الشمال أخواله من شرق الجزيرة ؛ بل إن مؤسس المملكة العربية السعودية وموحده وكذلك من أبنائه صاهروا أبناء الوطن، وأصبح أبناء الملك عبدالعزيز أخوالهم من جميع مناطق المملكة العربية السعودية.
الرسالة التي أريد أن أصل إليها والتي تعلمناها من يومنا الوطن 90؛ نبذ الخلافات ضرورة، والتعايش، والتسامح يجب أن يكون، ويجب تهميش الذين يسعون إلى الإيقاع بين أبناء المجتمع الواحد.
وأرى دورًا مهمًا على أعيان المجتمع حاضرة وبادية وخصوصًا شيوخ القبائل وعرايفها، والعمد، وكبار الأسر أن يبثوا قيم التسامح، وإصلاح ما يفسده بعض (المهايطية) الذين يفرقون المجتمع لأجل أن يُقال لهم: وجهاء وأعيان، وهذه ظاهرة أصبحت منتشرة ينتج عنها الكثير من القطيعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى