المقالات

وطنٌ.. يُحلّق في العلياء

بالقلم الاحمر
.

.
من دون شك فيومنا الوطني المجيد، ونحن نحتفل به كل عام، يذكرنا بتلك الملحمة الخالدة، التي قل نظيرها في التاريخ، الملحمة التي قادها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود رحمه الله.. فكانت وستظل شامة في خد الزمن، وأيقونة في جبين التاريخ.
وعودة للبدايات المبهجة.. فإنه لأحد يمكن أن ينسى يوم الـ ٥ من شوال عام ١٣١٩هـ، ذلكم اليوم الأغر الذي أعلن فيه الملك عبد العزيز استعادة ملك آباءه وأجداده بعد دخوله الرياض.. فكان النصر حليفه بتوفيق من الله، ثم تتالى عليه النصر بضم قبائل ومدن في الجزيرة العربية، وبعد ٣٠ سنة من الكفاح، أعلن في عام ١٣٥١هـ توحيد السعودية تحت راية واحدة باسم المملكة العربية السعودية، بما يجعلنا نقف اليوم للملك المؤسس احترامًا وتقديرًا وأجلالًا.
وسيظل التاريخ يحفظ بين دفتيه بمداد من فخر، ما قبل وما بعد ملحمة الملك عبدالعزيز، وكيف كان حال هذه المساحة الواسعة الأرجاء من الجزيرة العربية، بين عهد الفرقة والتناحر والحروب وشظف العيش والخوف.. وبين عهد الوحدة والأمن والعيش الهنيء والأخوة والتحاب.
وما ذاك إلا بتوفيق الله، ثم بعزيمة و(همّة) البطل عبد العزيز آل سعود، ذلكم الملك الفارس المحنك، واسع الرؤية وسديد الفعل، وقد يكفي أن يستعيد الرياض وما حولها لو كان غيره في مكانه، لكنه عبد العزيز، فريد عصره، الذي امتد بصره وبصيرته لأن يصنع دولة فريدة من نوعها يشار لها بالبنان، فكانت المملكة العربية السعودية، دولة بحجم قارة.
وهكذا أشرق عهد جديد زاهر، على معظم أرجاء الجزيرة العربية، في وقت كان يخيم القنوط واليأس على تلك المساحة التائهة في عالم المجهول.. ووجد إنسان ذلك المكان ضآلته في قائد مؤمن مخلص، يلم الشتات ويجمع المتفرقين ويوفر الأمن ويحول التناحر الى التلاقي والحب.
فتسابق على الالتحاق بالملك عبد العزيز ومبايعته في مناطق كثيرة من غير حرب او تهديد ووعيد منه، وهذا لم يكن صدفة بل من ما كان يعلنه المؤسس في من ينظم إلى لوائه، بأنه ليس له مطمع في حكم أحد إلا بما يتفق مع كتاب الله وسنة رسوله، فتسابق الكثيرون إلى مبايعته، ولعلي في موضوع قادم استشهد في هذا الجانب بمبايعة قبائل غامد وزهران للملك عبد العزيز عام ١٣٣٨هـ.
وإذا ما عدنا الى ما سار عليه أبناء المؤسس البررة من بعد وفاته، في حكم الدولة السعودية، نجد أنه لم يحد أحد منهم عن منهج والدهم المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله – إلى وقتنا الحاضر، الذي نعيشه في رخاء وتنمية عظيمة، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان وفقهما الله.
وقد صاحب توطيد الحكم من عهد المؤسس الى وقتنا الحاضر تسارع كبير في النمو السكاني والعمراني، بل وفي جميع مقومات الحياة العصرية على كامل مساحة المملكة العربية السعودية، حتى أصبحت بلادنا منارة تتجه إليها الأنظار، بما حباها الله ببيته العتيق والمشاعر المقدسة ومسجد رسوله محمد صل الله عليه وسلم.
إلى جانب ما خرج ويخرج من خيرات أرضها من كنوز ثمينة، استثمرت لتطوير الوطن، فاستقطبت من كافة دول العالم، بعد ان شرع ملوكها السابقين، ثم الآن ملكنا الموفق الملك سلمان في تنفيذ خطط تنموية، أيادٍ عامله من دول العالم كافة للإسهام مع أبناء بلادنا في تنفيذ مشاريعها التنموية، ولا نستغرب ان نجد من كثير منهم الاعتراف بفضل وتفضل السعودية عليهم، ويبادلوننا حب الوطن اعترافًا بجميله وفضل حكامه عليهم.
ولان الشعب السعودي بطبيعته طيب المعشر كريم الخصال في مودة من يشاركه العمل مع الفكر، فقد ربطتني معرفة قديمة بالباحث الإسلامي الشيخ عبد المجيد الزهراء صهر بيت العلم المفسر الشيخ محمد علي الصابوني من سوريا، ويعيش بيننا في السعودية، حيث وجدت في ثنائه العاطر على بلادنا، ما يلامس شغاف القلب لأنها كلمات من محب للسعودية وقيادتها، إذ يقول في يومنا الوطني الذي نعيشه من رسالته اقتطف منها ( بمناسبة اليوم الوطني لبلادنا الحبيبة …أحمد الله تعالى على نعمه ..وعلى فضله …ونتذكر الرجل الذي أجرى الله عز وجل على يديه هذا الخير الكبير ..وهذا الفضل العظيم …ندكر بالخير ..ونتذكر الملك العربي المسلم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود…رحمه الله …وطيب ثراه …وأسكنه الله جنات النعيم ..لقاء ما بذل من جهد ..ولقاء ما قدم من عمل صالح طيب ..ﻷهل هذه الجزيرة العربية …وللعرب والمسلمين …نتذكر جهوده العظيمة ..وتوفيق الله له ..وتأييده وعونه من الله سبحانه لهذا الرجل الذي حسنت نيته …وصفت سريرته ..نحسبه هكذا ..والله حسيبه ..فقام يسعى بما يملك من قوة وجهد …ولم يستسلم للدعة ..ولا للراحة ..بل صبر وصابر …وضحى بالغالي والنفيس …للوصول الى غايته المنشودة …فوحد قومه ..ونهض بهم …وقرب بينهم …ونشر بينهم شرع الله تعالى …وسادهم بالعدل …وحكم بينهم الشرع الشريف ..والدين الحنيف …واستمرت جهود أبنائه الملوك الكرام من بعده ..على نفس خطاه ..ونهجه …فرحمهم الله جميعا ..وأكرم مثواهم …وبرد الله مضاجعهم ..وجزاهم الله عنا خير الجزاء وأحسنه …والله نسأل أن يديم أمننا ..وان يجعل فضله علينا متصلا غير منفصل ..وان يوفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لكل خير …وأن يؤيده بالبطانة الصالحة المخلصة …وولي عهده وفقه الله لكل عمل صالح مبرور …وأبعد الله عنهم كل الشرور ….هذا ما أردت ذكره …وتذكير الناس وما أظنهم ناسون ..بهذه الشخصية الفذة ..وهذا المؤسس لهذه الدولة المباركة …لنخلص له في دعواتنا …ونسير على خطاه ..رحمه الله ..ووفق الجميع لما فيه رضاه). أهـ.
.
وإذا ما حاولنا ان نعبر بما يفي الملك عبد العزيز حقه علينا فلن يكفي جهده العظيم مقالة عن جزء من أجزاء ما قدم لبلادنا، التي أسس منهجها وأرسى حدودها ووضع آلية حكمها وفقا لقول الله وسنة الرسول صل الله عليه وسلم.
وبهذه المناسبة فإنني أتمنى على دارة الملك عبد العزيز ان تعيد كتابة تاريخ الملك عبد العزيز فيما نحن فيه من عز ورخاء.. وبما وصلت له بلادنا من نهضة، ضمن سيرها في مسار صحيح منذ وفق آلية فريدة، أهلها إلى موقع عالمي، إلى مصاف الدول العشرين على مستوى العالم، انطلاقا من الأساس المتين للمؤسس، وبما سار عليه أبناؤه الملوك من بعده.
ان تاريخ بلادنا منهج حكيم وأسلوب عمل فريد، وتعامل سليم وفق التعاليم الإسلامية .. ولذلك كانت بلادنا وستظل هي فخر لنا نباهي بها الأمم، في أسلوب حياتها وطريقتها في إدارة العمل، بل حتى في المعيشة وحسن التعامل بين الشعب والقيادة الرشيدة وكافة المسؤولين.
فلن تجد في أي دولة بالعالم مكان لاستقبال المواطن عند الملك او الرئيس إلا في السعودية .. فهناك مجالس للملك مع الشعب في كل أسبوع ومع العلماء والمشايخ مرة ومجلس للوزراء مرة في كل أسبوع .. كل ذلك بصفة مستمرة من غير انقطاع او تأجيل.
حفظ الله قائد بلادنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهد .. وحفظ الشعب السعودي الآبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى