عمّت الاحتفالات باليوم الوطني جميع مدن المملكة وقُراها، وحُقَّ لهم أن يحتفلوا، فالكل مبتهج ومسرور بمرور تسعين عامًا على توحيد مملكتنا الحبيبة، ونحن ننعم بالأمن والآمان، ونرفل في ثياب الصحة والاستقرار، ونواكب مرحلة النهضة والازدهار.
كل ذلك بفضل الله ثم بفضل عزم المؤسس -طيب الله ثراه- وحزمه وعدله وحكمته وبعد نظره ثم أكمل المسيرة من بعده أبناءه البررة الكرام الذين غايتهم تطبيق الشريعة، ونشر العدل واستتاب الأمن، وبناء الإنسان، وتنمية المكان.
تأتي هذه الذكرى السنوية لنحتفل بها نحن المواطنون بيد أن هناك شريحة من أبناء هذا الوطن العظيم يحضرون معنا بقلوبهم لا بأجسادهم، وهذا ديدنهم في كل مناسبة فهم يتعبون لنرتاح ويسهرون لننام ويكثفون جهودهم لنستمتع بأفراحنا ومناسباتنا، وقد آثروا السهر على الأمن والذود عن الوطن على قضاء أجمل الأوقات معنا ومع أسرهم وذويهم ومع ذلك هم في قمة السعادة عندما نكون مطمئنين، ونحتفل مسرورين وننام هانئين.
إنهم العيون الساهرة على أمننا وهم المدافعون عن حدودنا، وهم جزء لا يتجزأ منا، وجميعهم على أتم الاستعداد لخدمة هذا الشعب العظيم، والدفاع عن هذا الوطن الغالي بالنفس والنفيس، ولايرجون منا سوى الدعاء لهم بالثبات، والنصر، والتمكين.
إنهم جنودنا البواسل الذين يؤمنون أن أغلى ما يملك المرء دينه ثم وطنه وقيادته، وما من إنسان إلا ويعتز بوطنه؛ لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته وملجأ كهولته، ومنبع ذكرياته، وموطن آبائه، وأجداده ومأوى أبنائه وأحفاده.
لذلك لاتلوموهم في حبهم الشديد لوطنهم ودفاعهم المستميت عنه؛ فهذا هو واجبهم لقاء ماقدمته الدولة لهم من تدريب ودعم وتشجيع، فقد أمدتهم بأفضل المعدات، ومنحتهم أحدث الأسلحة، وتكفلت بابتعاثهم وسكنهم وعلاجهم وجميع ما يخلق لهم ولأسرهم حياة كريمة وبيئة محفّزة تمكنهم من بذل المزيد من التضحيات لهذا الوطن الطاهر.
تحية من الأعماق لكل جنودنا البواسل في قواتنا المسلحة ضباطًا وأفرادًا داخل الوطن وعلى حدوده نظير ماقدموا ويقدمون من جهود جبارة، فقد آثروا حب الوطن على حب أنفسهم، وبذلوا الغالي والنفيس؛ لنحيا هانئين مطمئنين ويبقى الوطن شامخًا أبيًّا، رغم حسد الحاسدين وحقد الحاقدين.