المقالات

أراقيز الإعلام

يعتبر الدوري السعودي هو الأقوى فنيًا والأكثر إثارة في الوطن العربي، وذلك بشهادة المدربين واللاعبين المحترفين، حيث يلعب الجمهور السعودي دورًا كبيرًا في صناعة هذه الإثارة والمتعة سواء داخل الملعب بالدعم والتشجيع أو من خلال التفاعل في وسائل الإعلام، غير أن هذا الجمهور لم يجد المادة الإعلامية الدسمة التي تشبع نهمه وتحقق رغبته في ظل تواضع محتوى البرامج الرياضية، والتي أصبح البعض منها مرتعًا للتعصب، والبعض الآخر تحول لحراج بداعي الأكشن الذي يصطنعه المذيع، وسط غياب تام لأهمية الرسالة الإعلامية التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي، فقد كثر الغمز واللمز داخل تلك الاستديوهات لدرجة أنهم أصبحوا غير مبالين بالمتابعين رغم علمهم بأن أغلب الجمهور هم من فئة الشباب.

اليوم ونحن نعيش وسط ثورة معرفية تحتاج ساحتنا الرياضية إلى برامج غير تقليدية؛ لتكون منبرًا للشباب في ظل تمسك بعض البرامج بجيل العواجيز وهذه الفئة (العواجيز) تشكّل خطرًا على النشء في ظل تعصب البعض منهم خاصة في ظل حياء المذيعين منهم.

هناك طاقات شبابية إبداعية تبحث عن فرصة للظهور في الإعلام، فالتجديد مطلوب وعلى سبيل المثل نجد أن المذيعين تركي الشديّد وسلطان الغشيان عندما وجدا الفرصة أبدعوا، وأقنعوا المشاهد بأسلوب أقل ما يمكن القول عنه إنهما احترموا المشاهدين.

الإعلام رسالة قبل أي شيء آخر، ومن واجباته دعم الشباب واحتضان الموهبين، وتقديمهم للساحة الرياضية، وخلق الفُرص لهم وهذه الميزة نجدها غائبة في معظم القنوات، في الماضي وجدنا برامج تهتم بالشباب، ولكن سرعان ما انتهت تلك البرامج!. وأصبح بعض الاعلاميين أشبه بالأراقوز يعتمد على (الطقطقة) أكثر من تقديم الفائدة لدرجة أن صياحهم وتشنجاتهم تعدت حدود الأستديو وازعجت المشاهدين. فهل يجد الشباب فرصته خاصة في القنوات السعودية الرياضية المتعددة التي في أغلب الوقت نجد برامجها مكررة في ظل غياب البرامج المتنوعة.

Related Articles

2 Comments

  1. زرعوا التعصب في قلوب وعقول الناشئة من البنين والبنات بالطرح المتشنج ومحاورات صاخبة لاتقدم شيء للمستمع الواعي والمتابع للشأن الرياضي السعودي .
    أجدت وعد في اختيار كلمة اراقيز فهي في موقعها وكان قلمك ينضح بالفكر الناقد المعتدل .

  2. مقال رائع يتحدث عن واقع مؤلم تعيشه الساحة الرياضية .
    فعلاً لا للعواجيز !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button