د. بندر الجعيد

التعليم الإعلامي في السعودية.. التطور في 90 عامًا

حظي التعليم الإعلامي في المملكة العربية السعودية بقدر عالٍ من الاهتمام من القيادة الرشيدة منذ السبعينيات الميلادية بعد استشعار الدور الاجتماعي والتنموي والثقافي لوسائل الإعلام، وكجزء من تطوير المنظومة التعليمية في السعودية تم البدء في استقبال أول دفعة طلاب لدراسة الإعلام في جامعة الملك سعود بالرياض في عام 1972م.

كانت البدايات في تدريس مواد الإعلام، وبالتحديد تخصص الصحافة والسبب يعود لتصدر المؤسسات الصحفية المشهد الإعلامي السعودي آنذاك.

قبل استحداث أقسام الإعلام بالجامعات، شكلت الصحف السعودية منذ تأسيس صحيفة أم القرى في عام 1343هـ المكان الأساسي للممارسة والتعلم الإعلامي، وكانت التجربة على رأس العمل هي المصدر المعرفي والتطبيقي التي يتحصل عليها الصحفي والإعلامي في ذلك الزمن.

ومثلت صحف البلاد، والندوة، وعكاظ والمدينة اللبنة الأولى؛ لتطوير الصناعة والممارسة الإعلامية السعودية، ومع التسارع التقني السريع وانطلاق بث الإذاعة والتلفزيون السعودي، أصبح لمؤسسة الإعلام السعودية الرسمية دور مؤثر وفعال في تطوير الممارسة والتدريب الإعلامي داخل المملكة. ومع تدشين أقسام وبرامج الإعلام أصبح العمل تكاملي بين المؤسسات التعليمية الأكاديمية، والمنظمات الإعلامية السعودية في الجوانب العلمية والعملية.

وبحلول اليوم الوطني الـ90 لابد أن نستذكر إنجازات وطننا، ثمت الآن في السعودية أربع كليات إعلامية وعشرة أقسام متخصصة في الاتصال والإعلام منتشرة في مناطق مختلفة بالمملكة، تقدم التعليم الإعلامي للطلاب والطالبات في تخصصات العلاقات العامة والاتصال الاستراتيجي والإعلان والإعلام المرئي والمسموع والإخراج والتصميم والصحافة والنشر الإلكتروني.

واستمرارًا لمنهج التطوير السعودي في التعليم كان للتعليم الإعلامي النصيب من تطوير البنية التحتية الضرورية بإنشاء الاستوديوهات، والمعامل، واستحداث الاستراتيجيات، والسياسات الإعلامية التعليمية، والتي أفرزت لنا برامج إعلامية ذات طبيعة وفلسفة معتدلة.

وبإطلاق رؤية 2030، والتغير التقني السريع وتقدم المنظومة الإعلامية السعودية، حفزت هذه العوامل تفعيل الاتجاه الحديث نحو المواءمة بين أهداف البرامج التعليمية الإعلامية ومبادرات رؤية 2030التي تتطلب المزيد من الجرعات التطبيقية، والتأهيل الميداني، والعلاقات الإعلامية التدريبية الخارجية والداخلية.

وفي ظل أزمة كورونا العالمية، والتي ألقت بظلالها على جميع المؤسسات التعليمية في العالم، أنتهزها فرصة لأستذكر الجهود التي قامت بها جميع القطاعات التعليمية بوزارة التعليم بما فيها المؤسسات التعليمية الإعلامية التي وفرت كل الإمكانات؛ لتسهيل استمرار العملية التعليمية الإعلامية بما يكفل تطوير كوارد سعودية قادرة على قيادة وصناعة المشهد الإعلامي السعودي.

——————-
@Drbandaraljaid

د. بندر الجعيد

أكاديمي وكاتب اقتصادي .. DrBandaraljaid@

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى