في ذكرى هذا اليوم الأغر؛ يوم توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية “لا إله إلا الله محمّد رسول الله”، حقٌّ علينا جميعًا؛ أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء، أن نجدِّد أواصر الانتماء لهذا الوطن بالعمل والجهد، ونصدع بعهد الولاء والطاعة لقيادته الراشدة الحكيمة، وهي تمضي بنا إلى القمّة في كل مساقٍ ومجال..
وحينما نجدد البيعة للوطن وقيادته، فإننا لا نجدد عهدًا نسيناه، أو بيعة نتذكرها، ولكن لنجعل من هذه اللحظة – ذكرى الاحتفال باليوم الوطني – مرتكزًا ومنطلقًا لجرد الحساب، ومراجعة عطاء كلّ واحد منّا لوطنه، فشعار الاحتفال “همّة حتى القمّة” متعلّق بنا في أوّله، وعائد إلينا في آخره، فالهمّة المرجوّة همتنا جميعًا، والقمّة المقصودة لفائدة أيضًا، فعلى سلّم الجهد والعطاء، والبذل والاجتهاد يكون مرقانا إلى الأعلى، مستصحبين في هذه الرحلة النبيلة معاني الوفاء، وقِيم الولاء لقيادة بذلت الغالي والنفيس، وضربت أروع الأمثال لتضع المملكة في أعلى المراقى، ونائف المقامات الباذخة المنيفة..
إنّ ذكرى احتفالنا باليوم الوطني هذا العام تتجوهر بمعانٍ سامقات، وعطاءات نيِّرات، ننظرها في رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، في وقت استثنائي، وتحدِّيات لم تشهدها كل دول المجموعة من قبل، فقد شاء الله أن يختبر عزم هذه البلاد وقيادتها برئاسة المجموعة في ظل جائحة كورونا، فجاء عطاء المملكة كفاء عزم رجالها، وضربت أروع الأمثال في قيادة المجموعة في خضم من الأزمات، وقدّمت صورة مضيئة لماهية إدارة الكوارث والتعاطي معها، دون أي تأثير يذكر على مسيرتها الاقتصادية، على نحو ما شهدته كل بلدان العالم.. ويتوقّع كل العالم نتائج باهرة لقمّة العشرين في نوفمبر المقبل، عندما يلتئم شمل قادة دولها هنا في رياض الخير، في ضوء التحضيرات والورش والمؤتمرات وغيرها ممّا سبق القمّة وهيّأ لها بحزمة من التوصيات التي سيكون لها أثرها المثمر محليًا وإقليميًّا ودوليًّا..
إنّ ذكرى اليوم الوطني يتداخل فيها الماضي بالحاضر، والتاريخ بالشّاهد، وتشكِّل في مجملها محلمة من ملاحم وطننا العزيز، فما أروع القائد المؤسس – طيّب الله ثراه – وقد لمّ شعث البلاد، وأرسى قواعد المملكة على أمتن القواعد وأرسخ القيم، ليتوالى أبناؤه الملوك من بعده في إدارة دفّة بلادنا بالحكمة والرّأي السديد، ليضع كل واحد منهم لبنة مميزة في هذا الصرح العظيم.. وها نحن اليوم يظلُّنا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمّد بن سلمان، حفظهما الله ورعاهما، عهد تفجّرت فيه طاقات المملكة بشكل غير مسبوق على إيقاع رؤية 2030 التي أبدعتها رؤية ولي العهد الأمين، فجاءت موافية للواقع بمتطلباته الآنية، ومستشرفة للمستقبل بمعطياته المطلوبة.. رؤية حرّكت جمود الاقتصاد وارتهانه للنفط بتفعيل كل الأنشطة الصناعية، مستغلة كافة الموارد المتاحة، فاسحة المجال أمام عقول أبناء وبنات الوطن للإبداع والعطاء، دون تمييز بينهما؛ إلا بمقدار العطاء وحجم الإنجاز، لتجد المرأة في هذا العهد ما لم تجد في غيره، وتشكِّل ضلعًا مهمًا في حركة البناء والتعمير والنمو والازدهار..
إنّ ذكرى اليوم الوطنى تظل متراحبة بتاريخها، منبسطة بحاضرها، فلا يستطيع حرف أن يسطِّر كل معانيها، وإنما يكتفى الكاتب حين يكتب بالإشارة والمثل في معرض الافتخار والزهو بمعاني الانتماء للوطن، والوفاء لقيادته، وإنّها لسانحة طيبة أن نعلن عميق حبّنا ونحن ننتمي لتراب هذا الوطن، وسامق فخرنا بالولاء والوفاء لقيادته الرشيدة الحكيمة.. وحقًا إن وطنًا يتولى أمره “سلمان” الحزم والعزم، و”محمّد” الوعي والبصيرة؛ لجدير بالوصول إلى القمّة العالية على مراقي الهمّة الماضية.