الطبل الفارغ عادة ما يحدث الضجيج بلا فائدة ، والقدر الفارغ يبعث على التشاؤم وضيق ذات اليد؛ وربما الجوع والفاقة ، والفراغ في الجملة يخل بأدائها ، والفراغ العاطفي يكتّم جانبًا ليس باليسير من نواحي الحياة ، والفارغ من الأخلاق عالة على نفسه ، والفارغ من كل شيء لا يؤدي إلى شيء.
وأحداث العالم المتسارع تحتّم على الحصيف النظر بتمعن ، والتبصرة بالأمور الظاهرة وتوقع الباطنة مطلب عقلي .
وعكف البسطاء سياسيًا وأصحاب الفكر السطحي على إثارة مشاعر عوام الناس ، فنجحت في بعض جوانبها ، وأخفقت عند المثقف الواعي .
إن الأطماع التي يسوّقها المطبلون لا تؤتي ثمارها أبدًا ، وإن عزفت على أوتار مشاعر السذّج.
إن العرب أمة تقود لا تُقاد ، وإنْ كانت فترة الضعف التي مرت بها جعلت بعض الأعداء يتسلطون عليها ؛ فإنها تمرض ولكنها لا تموت ، ومَنْ نظنه سندًا وركنًا عرّته الأيام وفلتات اللسان .
إن المجوس ليعدون حميرًا لليهود ، والإخوان وزمرتهم حميرًا للروافض ؛ فأي ذلٍّ بعد ذلك ؟ حمير بعضها فوق بعض ، فهم في نهيق مستمر ، وآخرها كبيرهم الذي علّمهم الدجل والشعوذة ، يتطاول على أسياده ، فبالأمس البعيد كان أجداده مجرد مماليك ، وموالي في بيوت العرب ، وغايتهم أن يكونوا في بلاط الخليفة ، أو الحاكم ، وشاء الله ومكنّهم من الانقلاب على الحكم العربي والخلافة العباسية ، فعاثوا في الأرض شرًّا وفسادًا ، وعندما استعاد العرب أمجادهم وملكهم المسلوب بقوة السواعد وإرخاص الدماء ، ظلت روح الانتقام تساورهم ، وباتوا يتربصون الفرصة متى تحين ؟
لقد سفك المجوس من الدماء في البلدان العربية ما يعجز اللسان عن وصفه ، كما أن حقبة الاحتلال العثماني لأجزاء شاسعة من الوطن العربي لا تقل دموية وبشاعة عن تلك المجوسية ، فالأول عدوٌ ظاهر ، أما الآخر فعدو في ثياب صديق ، أثبتت الأيام أطماعه وكذبه ، وحاله وحال المجوس يذكرني إيّاها قول الشاعر:
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
والمتآمرون كثُر ، ووعدوا بزوال كيانات لها باعها في سياسة الحكم وترويضه ، ولكن زالوا وبقيت آثارهم عارًا في صحائفهم ، فأين الذين تشدقوا بهدم الصروح ؟
إنهم تحت الجنادل والتراب ، ومن بقي منهم فهو ميّت في أدثار أحياء ، كالشجرة المعمرة يتساقط لحاؤها يومًا بعد يوم ، وقد جرفت السيول التربة عن جذورها فبدت كالحة شاحبة تنتظر الفأس والاحتطاب ، أو دودة الأرض تتلف بقيّته !!
فالصمت حكمة ، والعمل في انتظام وهدوء لهو سمة حكامنا الكرام ، وتأديب البغاة يكون بالصبر حتى نفاذه ، ثم ننقض على خصومنا كالصقور الكاسرة ، والأسود الضاربة ، فنذيقهم الويلات ، وقالها عميد الوزراء في العالم الأمير الراحل ” سعود الفيصل “رحمه الله : “نحن لسنا دعاة حرب ؛ ولكن إذا قرعت طبولها فنحن لها “.
الله الله عليك أيها الجميل أبو عبد العزيز …لمقالاتك نكهة أخرى …..صدقت بكل حرف ..دمت وطنا
لا خلت بك الأيام ولا انفرد بك الدهر شاعر الشام العظيم
جميل يادكتور نايف
وفقك الله
رغماً عن انوف الحاقدين ستظل المملكة درعاً حصيناً للإسلام والمسلمين … الله يعز حكامنا ويحفظهم تاج على رؤوسنا
دائما كتابتك تجعلنا نبحر في أجمل الألفاظ والتعابير اللتي تربط الفائدة من الموضوع بالمتعة في قرائته،،، لافض فوك.