المقالات

مدينة الطائف والمتسولين !

في ظل توجهات الدولة -رعاها الله- من خلال رؤية 2030 أن إحدى الركائز المهمة في الارتقاء ببلادنا نحو العالم الأول هي تطوير السياحة الداخلية.
ومدينة الطائف مصيف المملكة هي إحدى مناطق الجذب السياحي الجميلة التي يعول عليها الكثير من أصحاب القرار، لما – حباها الله- من جو عليل ومناخ معتدل صيفاً وشتاءً.
ولكن المؤسف والمشاهد هذه الأيام أن المدينة الجميلة تئن تحت وطأة التسول والمتسولين الذي يجوبون الإشارات المرورية، كما يجوب الخيال ميادين المعركة من أصحاب البشرة السوداء دون حسيب أو رقيب، الذين لا نعلم يقينًا هم من الرجال أم النساء؛ لأن مانشاهده سوى أعين قد توشحت السواد فهم من الخارج نساء والداخل يعلمه الله ..
هؤلاء المتسولون من أصحاب البشرة السوداء استحوذوا على إشارات مرورية بعينها، بينما صغار السن من الجنسيات الأخرى التي تأتي عبر التسلل والتهريب تستوطن إشارات أخرى.
ومن يشعر منهم بالخوف والوجل يعمل تحت بند التسول المقنع، وهو أن يحمل منشفة صغيرة بيده ومعها قارورة صغيرة من منظف الزجاج الذي لايكفي زجاج سيارة واحدة حتى يتسول تحت غطائها، أو علبة مناديل قد أكل الزمان عليها وشرب.
بينما الأمر لا يقف عند هذا الحد فقد ساهم عمال البلديات أيضًا بدورهم وأخذ النصيب الأسد من هذه الظاهرة “المربحة” بغطاء مختلف عن سابقيه، وهو الوقوف بجانب أعمدة الإشارات حتى يُضاء اللون الأحمر؛ ليبدأ رحلته الممزوجة بنظرات العطف والحنان بمحاذاة الرصيف المكلوم من كثرة التنظيف؛ ليحصل على النصيب الأسد قبل أن يتلاشى اللون الأحمر فيعود إلى مكانه بخفي حنين.
السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الجميع أين الجهات المسؤولة عن هذه السلوكيات التي شوهت مدننا دون وعي ؟
وهل المسؤول يسكن خارج النطاق العمراني ولا يمر بهذه الإشارات قط، ولا يشاهد هذا العبث السلوكي بجيوب المواطنين ؟
أم أن الأوامر والتعليمات بهذا الشأن تتقاذفها الجهات المسؤولة، كما تتقاذف الكرة فيما بينهم ولسان حالهم يقول: “حولنا ولا علينا ” !.
أم على قلوب أقفالها !!

مشعل حاسن الحارثي

أخصائي نفسي و مستشار علاج الإدمان

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بشرة سوداء تقصد بها العنصرية أو بشرة سوداء تقصد فيها التحرر وكره التستر وإذا كنت لست محتاج فغيرك يتوسد يديه ويتلحف السماء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى