زهرة تستنشق نسيم جبال السراة الباردة، وتتربع على هامتها العالية مطرزة بغطاء نباتي متعدد الأنواع، وتنتشي عبقًا بزهورها الفوّاحة، إنها سيدة السحاب وملهمة الشعراء والكتاب، إنها محافظة المندق ولا استغراب !
حيث تعتبر من أكبر محافظات منطقة الباحة، وتضم عددًا كبيرًا من القرى المآهولة بالسكان، وتمتد مساحتها الجغرافية من حدود منطقة الباحة جنوبًا وحتى حدود منطقة بني مالك شمالًا.
وتقف شامخة على مرتفعات جبال السروات المطلة على تهامة، وتبعد عن الباحة بنحو أربعين كيلو مترًا يمر على امتدادها الخط السياحي الذي يربط الباحة بالطائف.
مدينة لمع اسمها عالميًّا؛ فارتسمت الفرحة على محيا كل سكانها عندما علموا مؤخرًا بتسليم وزير الصحة الدكتور. توفيق الربيعة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود أمير منطقة الباحة شهادة الاعتماد من منظمة الصحة العالمية لمدينة “المندق “كمدينة صحية عالمية.
إلا أن هذه الفرحة سرعان ما تبددت، وحل مكانها عشرات الأسئلة التي لم يجب عليها أي مسؤول عمل ذات يوم فيها أو ممن هم الآن على رأس العمل بها. أسئلة لم تجد إجابات منذ عشرات السنين، وكل هذه الأسئلة تُحاكي واقع محافظتهم التي تُعاني من غياب الكثير من الخدمات رغم اختيارها كمدينة صحية عالمية.
فهذه المحافظة الحالمة تُعاني من نقص في الخدمات البلدية؛ وخاصة السفلتة والإنارة وكذلك تُعاني من تأخر ازدواجية الطريق الذي يربط المحافظة بالباحة، رغم نزيف الأرواح التي يشهدها طوال العام.
كما تشهد أيضًا نقصًا في الكثير من الخدمات الصحية يأتي في مقدمتها قلة وتواضع إمكانات مستشفاها العام.
ناهيك عن خدمة الاتصالات التي إن تحدثنا عنها فلربما تطول الصفحات، وتتعالى الصيحات من ضعف الشبكات، وانقطاع النت وقت الذروات.
وإن تحدثنا عن النشاط التجاري بها فإن أقل ما يوصف به أنه نشاط خجول يستوجب البحث له عن حلول فليس بها أي مراكز تسوق كبرى أو مول ولا مدن ترفيهية أو مطاعم عالمية سوى مطاعم البخاري والفول.
أما رأس سنام هذه المشكلات فهو انقطاع الماء وقلته في الإجازات؛ وخاصة مع تدفق المسافرين والمصطافين إلى القرى والمحافظات.
لذلك فإن على المسؤولين القائمين على هذه المحافظة، والذين حملوا الأمانة من لدن القيادة الرشيدة الاستجابة الفورية لمتطلبات المواطنين، وبذل المزيد من الجهود، وتشكيل لجان عاجلة يشرف عليها مباشرة صاحب الرؤية الثاقبة والهمة العالية أمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير حسام بن سعود -حفظه الله-؛ وذلك من أجل دراسة ما تحتاجه من مشاريع تنموية تليق بسكان هذه المحافظة وقراها، وتليق بتلك المكانة العالمية التي حصلت عليها مؤخرًا.
إن تعزيز الجوانب الحياتية لإنسان المندق والقرى التابعة لها يتطلب وقفة الجميع، واستقطاب دعم ومشاركة المجتمع في معالجة وإعداد وتنفيذ الأنشطة والمشاريع الصحية والبيئية، كما يعول على تجار المحافظة وأهلها النهوض بمحافظتهم وتوطين استثماراتهم فيها؛ لتستمر في تألقها بين مثيلاتها من محافظات المنطقة؛ ولتكون عالمية الاسم والمسمى.