يلعب الوهم دورًا كبيرًا في حياة الناس، وقد كتبت منذ فترة مقالًا نُشر في صحيفة الجزيرة بعنوان (عندما يعالج الوهم بوهم مثله) ذكرت فيه أن الأطباء في أمريكا عندما يفحصون الشخص، ويجدونه سليمًا عضويًّا يصفون له حبوبًا تسمى (بلاسيبو) مصنوعة من السكر، ووجدوا أن حوالي ٦٠% من المرضى يتعافون مما كانوا يشكون منه، وهناك حالات كثيرة للوهم الذي يعالجه الأطباء بوهم مثله ومعظمها ينجح، أوردت في مقالي ذاك عددًا منها، تذكرت ذلك وأنا ألاحظ الحملة الإعلامية الشرسة حول كورونا وتخويف الناس منه، ومن تأثيراته القاتلة، وأعتقد أن التأثيرات النفسية للتخويف وإرهاب الناس من كورونا، تفوق تأثيرات الإصابة به بالفعل، فقد استمعت إلى قصص كثيرة لأناس أجريت لهم مسحات طبية لسبب أو لآخر، وما شعروا به من تغيرات في أجسامهم، قبل ظهور نتيجة الفحص، وعندما ظهرت النتيجة بأنهم سليمون زالت كل تلك الأوهام، والشخص عندما يُقال له إنك مصاب بكورونا، لا بد أن يمرض في الغالب ويبدأ يتحسس من أي ألم في جسمه، وربما تتزايد أوهامه وترتفع حرارته، ويصاب ببعض التغيرات في جسمه حتى لو كان سليمًا، وتضعف مناعته، بسبب الوهم والتأثيرات النفسية، وأنا لا أنكر أن هناك فيروسًا لكورونا، ولكنه شبيه بفيروس الإنفلوزا، التي تصيب ملايين البشر كل عام، ويموت منها مئات الآلاف، ولو صاحبها ضخ إعلامي مثلما صاحب ويصاحب كورونا، لتضاعفت أعداد ضحاياها كثيرًا، وهذا الجانب يذكرني بقصة يتداولها الناس تقول إن رجلًا تناول العشاء مع فيلسوف، ورأى في أنائه حية، فأكل على مضض حتى لا يزعج صاحب البيت، وعندما عاد إلى منزله بدأ يشعر بتغيرات وآلام في بطنه، ولم ينم جيدًا تلك الليلة، وفي اليوم التالي عاد إلى الفيلسوف لعله يجد عنده علاجًا لما يُعانيه من مرض، عندما وصل إلى الفيلسوف قال له إن ما كان في الإناء هو انعكاس لصورة حية مرسومة في السقف، وأثبت له ذلك عمليًّا، وقال بأن الحية لا توجد إلا في عقلك، وهذا يشبه الآلام التي يشعر بها من أجرى فحص كورونا وينتظر النتيجة، فتأتي النتيجة سليمة، فتزول آلامه، كما زالت آلام ذلك المريض عندما تأكد أن الحية لا وجود لها إلا في اوهامه وعقله الباطن.
إن كورونا لا شك مرض، ويجب أن نحتاط منه، ولكن يجب أن نعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولا ننساق وراء المبالغات الإعلامية التي لها تأثيراتها النفسية القوية؛ وخاصة على من يقينه ضعيف، والله من وراء كل شيء.
???
0