تميز الإعلام الجديد بنتوع وسائل النشر وسرعة وصول المعلومات؛ حيث أصبح المحتوى ذو فعالية أكبر، كما أن لكل وسيلة قالب مختلف لصناعة المحتوى، ويأتي هنا دور الإعلامي في إبراز قدراته الإعلامية وكيفية مخاطبة جمهوره، بل وإحداث التأثير المطلوب بالفئة المستهدفة؛ لأن نجاح الرسالة الإعلامية يُقاس بمدى تأثُّر الجمهور بها، وكما نعلم أن أهمية الإعلام تكمن في: بناء المعرفة، وتنمية التفكير، وتطوير الجوانب التعليمية، وتبادل الخبرات، والمساهمة في التوعية.
وللوصول للرابط بين الإعلام وريادة الأعمال ينبغي أن نذكر أن استثمار العقل البشري هو أحد أهم عناصر التقدم المعرفي، والاقتصادي، والاجتماعي للدول، فالإبداع والابتكار في هذه المجالات له تأثير قوي في إحداث التقدم والنمو ومن هذا المنطلق قامت المملكة عقب تدشين رؤية 2030م، بإنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة” منشآت”، والتي تضمنت مبادرة “الإعلام الريادي” دعمًا لنمو الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل مناسبة للمواطنين عبر دعم ريادة الأعمال بالترابط بين المجال الريادي والمجال الإعلامي.
تتضمن أهداف المبادرة بناء الشراكات مع قنوات الإعلام؛ لنقل التجارب، وتوليد فكر جديد ملهم للمتخصصين وتزويدهم بالمعارف والمفاهيم الريادية، من أجل تطور اللغة الإعلامية، والتمكن من إثراء المحتوى الريادي، وتقديم برامج لدعم رواد الإعمال؛ حيث يكمن دور الإعلام الريادي في تحفيز ونقل تجارب الشباب السعودي في بناء مشاريعهم الخاصة؛ لتشجيعهم على الاستمرار والاستثمار، وكذلك المساهمة في خلق بيئة منتجة وداعمة للصناعة المحلية.
ما نطمح إليه هو نقل تجارب وخبرات الشباب السعودي في مجال ريادة الأعمال ليس بالإعلام المحلي فقط، بل الدولي والعالمي أيضًا؛ لتكون هنالك علامات تجارية سعودية ذات انتشار واسع في شتى الأنحاء؛ فالنجاح هنا لا يعتبر فرديًّا بل مجتمعيًّا؛ للعلو بإنجازات الوطن وإظهار الإمكانيات العالية التي يمنحها لرواد الأعمال.