عبدالرحمن العامري

بندر بن سلطان وحديث الزمان

تضمن حديث الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود على دلالات هامة إن شئتم سموها مذكرات تاريخية، وإن شئتم أطلقوا عليها مسمى رواية عنوانها بندر بن سلطان وحديث الزمان !
حيث كان حديث سموه عابرًا للقارات، اتسم بوضوح العبارات ودقة الوصف لكل الوقائع والأحداث على مدار العقود الماضية. وضع فيه سموه النقاط على الحروف، وقدّم قراءة سردية للتاريخ تبين حجم الشعور بخيبة الأمل من أولئك الذين رموا بالحجارة تلك الشجرة المثمرة التي أغدقت عليهم سنوات طوال؛ حيث هبت المملكة حكومة وشعبًا لنصرة قضاياهم واضعين نصب أعينهم قوله تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا).
حديثًا سيكتب بحبر من ذهب، وسيدون في صحائف تُعلقُ على جبين كل خائن وستدرس مفرداته في أعرق المعاقل السياسية العالمية، بل وسيبقى حديث سموه مادة دسمة للإعلام المرئي والمقروء فقد ملأ حديث سموه الدنيا وأشغل العالم فكان متنبي عصره السياسي كيف لا، وهو صاحب الخبرة السياسية لأربعة عقود مضت.
حديثًا تضمن عرض رؤية سموه للأحداث العربية والإسلامية بنظرة ثاقبة؛ فكان بمثابة شاهد على العصر وشاهد على أحداث عاصرها، ووثائق اطلع عليها بنفسه تكشف دعم المملكة بشكل رئيسي إلى جانب دول الخليج للقضية الفلسطينية على مدار التاريخ.
فعندما تحدث سموه عن القضية الفلسطينية قال بملء فيه إنها قضية وطنية عادلة، لكن من كلفوا بالدفاع عنها محامون فاشلون، كانت فيه القيادات الفلسطينية تراهن دائمًا على الطرف الخاسر، وما ارتماء تلك القيادات في أحضان المتاجرين بقضيتهم إلا خير دليل على تضرر قضيتهم، وهدم كل الجسور التي ستصل بقضيتهم إلى بر الأمان؛ مما جعلهم غير أهل لثقة من حولهم؛ وخاصة بعد لغة التخوين التي انتهجتها القيادات الفلسطينية مؤخرًا.
فعلى مدى سنوات مضت كان هؤلاء ينظرون إلى دول الخليج العربي وشعوبها وأنظمتها مجرد داعمين بالمال فقط لهم ولقضيتهم التي ذبحوها بخناجر الخيانات بين القيادات !
وختامًا فإن هذا الحديث من سموه الكريم اتسم بالصراحة والشفافية التي تدل على شخصية ملّمة ومطلّعة على تفاصيل وخفايا العديد من الأحداث التي كان لا بد من إعلانها؛ ليعرف العالم بأكمله الدور المشرف الذي قامت به، ولا تزال تنتهجه السعودية العظمى من أجل القضية الفلسطينية وجميع قضايا العالمين العربي والإسلامي.

وخزة قلم ✍?
الضربة القاضية تحتاج إلى اختيار التوقيت المناسب والدقة في التصويب.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button