حسب الإحصائيات الصادرة بأن حالات الطلاق مازالت متصاعدة وحقيقة لسنا هنا بصدد الحديث عن النسبة المئوية للطلاق والذي هو أبغض الحلال عند الله، ولكن للتفكير في ماهية أبرز الأسباب. فالزواج ذلك الرباط المقدس يبدأ عادة بين طرفين بفكرة، ثم بسؤال، ثم بطلب، ثم قبول وعقد شرعي غليظ. وتبدأ اللحظات الجميلة بين الزوج والزوجة سواء قبل الدخول، أو بعده بفترة متعارف عليها بما يسمى” بشهر العسل” . وهنا تسير الحياة في قمة من الحب، والسعادة، والفرح ومع تقدم الأيام تبدأ تلك السعادة في العد التنازلي ..! إما بسبب المعرفة الحقيقية لطبيعة الحياة الواقعية ومافيها من: صعوبات، ومآسي، والآم. أو الرجوع للمنطق والعقل في الرؤية التفصيلية الدقيقة لكل طرف للآخر والتي أخذت على عجل في فترة ماقبل مراسم الزواج. ومع الأيام تزداد الفجوة في الاتساع حتى تصل الأمور في مجملها في بعض الأحيان إلى قرارات لاتحمد عقباها.
في إحدى الجلسات مع صديق عزيز تحدثت معه عن تجربته في مسألة الطلاق التي وقعت عليه شخصياً فرد علي باختصار شديد دون أن يزيد حرفاً واحداً:”لقد فقدت السُكنى !” مباشرةً تذكرت قول المولى عز وجل في محكم التنزيل:” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” . نعم السُكنى التي قد تغيب علينا معانيها العظيمة من الاستقرار، والهدوء، والطمأنينة قد نفقدها في لحظات يسيرة؛ لمشكلة ليست مستأصلة وإنما لموقف عابر فقط. صحيح أن الطلاق هو الخيار الإجباري في بعض الأحوال للطرفين من حيث ظروف شرعية لا يمكن تجاوزها أبدا، أو من حيث عدم وجود التوافق التام، أو لوجود مؤثرات خارجية على الطرفين لايداً لهما بها، وغيرها من الأسباب ولكن في كل الأحوال يجب أن تكون حالات الطلاق في معدلاتها الطبيعية لا مثل الذي يحصل في الوقت الحاضر للأسف. وعلى أية حال الطلاق ليس نهاية المطاف، ولكنه يظل ذكرى مؤلمة تمر على النفس؛ لحياة بالتأكيد لم تكن تخلو من اللحظات الجميلة ولكن قدر الله وما شاء فعل.
إن من المأمول للمقبلين على الزواج حديثاً البعد كل البعد عن التصورات الخيالية للحياة الجديدة في بداية عقد الرباط المقدس بينهما، وأن تكون الحياة مبنية على الواقع، والمنطق لا على أمنيات من المستحيل تحقيقها، أو من الصعب القبول بها في حياة وصف الله فيها الإنسان في كتابه الكريم بأنه خُلق في مشقة عظيمة، ومكابدة، وعناء. وهنا من المفترض أن يأتي دور المختصين في المناحي الاجتماعية من توضيح الصورة الحقيقية للزواج من حيث المسؤولية الجادة سواء عبر اللقاءات المباشرة، أو الدورات التدريبية الفاعلة للعروسين، مع عدم إغفال البحث عن أسباب السعادة وأن على كل طرف أن يتحمل الطرف الآخر بمايستطيع القيام به من التضحية، والتنازل، والمسارعة في تفهم الآخر من خلال :حُسن الظن، والتقدير، والاحترام، والوقفات الصادقة، وغض النظر عن بعض التجاوزات، والهفوات البسيطة. ومن المعروف أيضاً أن من بين أسباب المشاكل بين الزوجين هو أن مقدار حجم التنازلات بين الطرفين يكون في البدء بصورة كبيرة جداً، ولكن بعد الاستقرار تحت سقف واحد تبدأ تلك التنازلات بالتحول إلى مطالبات رئيسية. وعموماً نأمل أن يعرف كل طرف صفات الطرف الآخر الفطرية وبعد المعرفة التامة سيعذُر بلاشك كل طرف الآخر؛ من أجل حياةٍ زوجية سعيدة ودائمة في مجتمع فاضل.
موضوع مهم جدا جدا …لكن يبدو اخي الكريم انك ارجو ان لاتكون كتبت مقالك على تجربة صديقك المطلق …بمعنى انك لابد ان تكون قد وقفت على الطرفين لمعرفة الاسباب …
هذا من جانب ..
أما عن ماتتمناه وتامله من الشباب والشابات المقبلين على الزواج من الالتحاق بالدوات التاهيلية فهذا مطلب واصبت عين الحقيقة لان اغلب الشباب والشابات يكونون عايشين في ابراج عاجية ويتصورون ان الحياة الزوجية مثل ما تتناقله بعض الافلام او بعض المشاهير الذين ينقلون الوهم …للشباب والشابات بالمثاليات الزائفة …
ونسأل الله ان يصلح ابناءنا وبناتنا وان يبعد عنهم كل ما يؤذيهم