الجزء الثاني
أتانا وحيد في اليوم التالي منتشيا متهندما، يعني (مشخص ع الآخر)، فاتخذ مكانا قصيا من الديوانية، بعد أن ألقى تحية السلام كاملة، على غير عادته التي دائما مايقولها: “هاي شلة” !
رددنا عليه التحية بأحسن منها، وقلت له: مابك ياوحيد ابتعدت ؟!، ولماذا لاتلعب معنا ؟
فرفع يده بإشارة معروفة قائلا: لا.. لا (مالي نفس بعدين ماأبغى أخرب عليكم اللعب) !
هنا أوقفنا اللعب مؤقتا وطلبنا منه بإلحاح أن يكمل قصة البارحة..
استجاب لنا سريعا، وكأنه كان ينتظر منا ذلك !
وبعد أن تناول جرعة كبيرة من فنجان الشاي “المنعنش” قال:
[حينما ازدادت أرباح القناة، نتيجة الإعلانات والدعايات الكثيفة أثناء بث برنامجي المتفرد “ولّع ياديربي”، طالبتُ القناة بزيادة راتبي، لأن كل هذه الدعايات بسببي وسبب نجاحاتي !
وأخذ مدير القناة يماطلني من حين لآخر، ويؤجّل ويسوّف ويؤسّف !!، حتى انتبهت أخيرا إلى أنه لن يستجيب لمطالبي، مما أثّر ذلك على نفسيتي وجدي واجتهادي في هذا البرنامج الرائع الفريد الوحيد !
كما تأثرت طريقة حياتي ومصروفاتي العالية، قياسا بزملائي المذيعين والرياضيين … إلخ
فقررت حينها أن أبحث عن قناة أخرى يكون العطاء فيها سخيا، وفسخت العقد مع مجموعة القناة الجشعة “الهامورية”، وبدأت في رحلة البحث التي لم تدم طويلا، حيث تلقّفتني قناة منافسة، وهي بالمناسبة تقلّد القناة “الهامورية” في كل برامجها تقريبا !
وفورا بدأنا في توقيع العقد مع القناة، ولم يطل بنا المقام كثيرا في كيفية ونوع وطريقة البرنامج، حيث قررنا أن ننقله كما هو بحذافيره، بل وطلبت من مدير القناة أن أنقل معي جميع المحللين الرياضيين الذين كانوا معي هناك، وزدت عليهم “كم نفر من الشلة”، وطالبت مدير القناة بزيادة مكافآتهم، ووافق مشكورا مأجورا.
غير أنه طلب مني تغيير اسم البرنامج، حيث أن القناة “الهامورية” لن تتقبل ذلك، فغيرنا اسم البرنامج إلى الاسم الحالي الذي تعرفونه حاليا: (طقّها والحقها) مع وحيد !
ومنذ ذلك الحين والنجاحات تتوالى تباعا، والدعايات تزيد، والرصيد في بنكي يزيد ويزيد، لأنني وحيد فريد…]…
هنا سمحت لنفسي بمقاطعته قائلا: طيب ياوحيد، أين المشكلة؟!، طالما أنك رجل ناجح وبرنامجك ناجح وقناتك ناجحة ؟!
لماذا كنت غاضبا ليلة البارحة ؟!
وكأنه كان ينتظر سؤالي، قال بتجهّم وتهجّم وامتعاض شديد: سمعت أن القناة تريد أن تلغي البرنامج، ولا أعرف الأسباب !
قلت له: “ياسيدِي” وأفرض أن القناة ألغت البرنامج، ستجد عشرات القنوات تتلقّفك من جديد، فهذه بضاعتهم، وهذا ديدنهم !
ومن الممكن أن تجد قناة “ما” وتؤسس فيها برنامجا جديدا، كأن تسميه: “صداع الملاعب والمتاعب” مثلا، وتجعله برنامجا عبارة عن “كشكول” وليس مخصصا للرياضة فقط، بل من الممكن أن تستضيف فيه فنانين وشعراء وأطباء بيطريين، وغير ذلك !
ومن الممكن وأنت تستضيفهم أن تجلس بينهم وتلتقطون صور “سيلفي” بجوالاتهم، فتشتهر أكثر وأكثر…
وأما الأرباح الخيالية المليارية، غير الدعايات، فمن الممكن أن تبتكر فكرة برنامج اتصالات من المشاهدين ليربحوا جوائز “اليقظة”، حيث ستنهال مئات الآلاف من الاتصالات للفوز بالجائزة، مما يحقق مليارات الريالات، ليستقظ المشاهدون على حقيقة أنهم أفلسوا ولم يفوزوا بأي فلس !
هنا انتفض وحيد قائلا بصوت عال جدا: والله فكرة ! ، بس بشرط: تكون شريكي في البرنامج !!
قلت له: موافق، وعلى بركة الله.
——————–
حامد العباسي
مقالة ممتعة في انتظار وحيد بعد التطوير