المقالات

المهارة اللغوية والتواصل الاجتماعي

عندما تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في حياتنا، هل يمكننا التضحية بصحتنا العقلية وإضاعة الوقت؟

‏في ظل العلاقات الاجتماعية التي باتت تتوسع في نطاق غير مرغوب داخل شبكة من المعلومات، وتقلص العلاقات الاجتماعية التي أصبحت تقتصر علي المهارات اللغوية غير اللفظية في ظل تنامي نفوذ مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا بطريقة سلبية إذ إنها باتت وسيلة لحظية للتعبير عن المشاعر على الملأ، وربما لتقاسم الكثير من أسرار الحياة الخاصة مع الآخرين مما أدى ذلك إلى انعدام أسلوب الحوار مع الأسرة، وبدأ دور الأسرة يتقلص مما أدى ذلك إلى تدمير المهارات اللغوية اللفظية داخل هذا النطاق.

‏وأظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كارنيجي ميلون وجامعة كانسان في الولايات المتحدة الامريكية أن النشر والإفصاح عن “نشر المعلومات الشخصية على الإنترنت يضر بالعلاقات الرومانسية أكثر من التأثير الإيجابي الذي من الممكن أن يلحق بهذه العلاقات”.

‏ومن أكثر التأثيرات الاجتماعية التي شهدها العالم بسبب الاستخدام المفرط لبرامج التواصل الاجتماعي، والتي أدى إلى تغيب التواصل اللفظي إدمان الإنترنت، مما يوثر على الحياة الاجتماعية بين الأفراد، وقد ينصرف الأفراد عن عالمهم ومحيطهم إلى عالم افتراضي وتغيب التواصل المباشر.

‏وهنالك دراسة أجريت في مصر علي عينة من الطلبة، وتوصلت إلى النتيجة التالية أن الاستخدام المفرط لبرامج التواصل الاجتماعي أدى كل هذا إلى تقليل من نسبة تواصل الابن مع أفراد أسرته داخل المنزل بنسبة تتجاوز56 %.

‏التأثير السلبي الأساسي يتمثل في كونها توثر علي الحياة الاجتماعية الداخلية للفرد بين أفراد أسرته؛ حيث تقلل من التفاعل اللفظي بين الأفراد مما ينعكس سلبًا على نمط العلاقة داخل الأسرة.

‏وأكد الخبراء أنه بالإضافة إلى التأثير على مهارات التواصل الاجتماعي المباشر للعديد من أفراد المجتمع، فإن وسائل التواصل الاجتماعي لها أيضًا تأثير سلبي على الأسرة والتواصل الاجتماعي والعلاقات الشخصية. وأيضًا أظهرت بعض الدراسات أن الإفراط في استخدام هذه الأساليب يضعف العلاقات الاجتماعية، ويقلل من التفاعل الاجتماعي في الأسرة. ويتسبب ذلك في قلة الزيارات العائلية والتجمعات، ولفتت إلى أن هذا لا يزيد فقط من العزلة النفسية بين الشباب والمجتمع، بل يؤثر سلبًا على المهارات الاجتماعية، مما قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.

‏وبالأخير اختتمها بما قاله الدكتور المكينزي إلى أنَّ التكنولوجيا الحديثة سببت فجوة كبيرة، وضعفت العلاقات الأسرية، واختطفت من واقعنا الأسري والاجتماعي والعلاقات الإنسانية من أجل أن يذهب إلى هذه الوسائل، مما ادى إلى أن مهارات التواصل الاجتماعي ضعفت عند كثير من الأفراد نتيجة لإشباعها ببرامج التواصل الاجتماعي، موضحًا أنَّ هذه هي إحدى الإشكالات التي تواجه المجتمعات بشكل عام في التعاطي، مُبيِّنًا أنَّ هذه الوسائل أسقطت التواصل المباشر بين الأفراد.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button