في حياتنا الراهنة المقرونة بتغيرات على واقع الجغرافيا والتاريخ والأوضاع الاجتماعية نشهد تغيرا بائن في الوجود ، وهذا لا يعد سببا مباشرا فيما يحدث معه من سلبيات ، فالأيام تمضي وتتوالى وهي مترعة بحالات التغيير المجافي أحيانا للقيم والمبادئ والمثل العليا ، واحيانا أخرى يكون التغيّر على مستوى شخصية الانسان نفسه ، حيث يطرأ على البعض حالة من التلون تبعا لغاية منشودة وبالتالي تتقمص الشخصية حالة من المكر والمراوغة ، وهذا ما اود الإشارة اليه والحديث عنه في هذه العجالة ، مع انني لست متخصصا في علم النفس ولا دراسة الشخصيات ولكن واقع الحياة وحضرونا ضمن المشهد في عصر الوسائط الرقمية عزز بكثافة هذا المفهوم لمعرفة حالات التلون والتنوع الى جانب الاحتكاك المباشر والتعامل مع الاخرين قد منح جانبا من المعرفة وكسب الخبرة ، فالمعايشة داخل المجتمعات مدعاة لإثراء هذا الجانب لاسيما من يتأمل بعين الفطنة ووعي العقل ، الامر الذي نحاول معه جادين ايصال رسالة فكرية ومعرفية يحتمها الضمير وتمليها المسئولية الاجتماعية
ان احتدام الصراع داخل الذات واللهاث وراء بريق الحياة على تعدده وتنوعه جعل من تلك الشخصية معادية للذات قبل الاخر فتراها تعج بحالات التملق وصنوف من المداهنة ، فاذا كان هذا الص (التملق ) يتوارى خلف الابتسامة الصفراء ويحتجب خلف ظلام سوء النوايا ليبدئ ما ليس في القلب ويتصنع على غير قناعة بأقواله وافعاله ، ففي عالمنا اليوم وداخل المجتمعات تعيش شخصيات تتلون كالحرباء تبعا للمصالح ففي الطقس الذي تراه ملائما تتحول وبسرعة متناهية لتواكب الأجواء الجديدة حتى ولو كان ذلك اللون اصفر فاقع الصفرة وبلون أوراق الشتاء التي تساقطت من الأشجار بعد شتاء قارس وهبوب ريح صرصر عاتية ، وبرغم انه لون شاحب ذابل الشكل وضامر الخلقة ، الا ان تلك الشخصيات لا تتورع لتعيش الدور وملامح الشتاء القارس ولون اغصانه الشاحبة للإرضاء بصور ثعلبانية ماكرة من خلال تملق لا يليق بمجاملات ساقطة لا تتواكب مع قيم الحياة والعيش بمصداقية مع الذات والأخر، هذا التلون تبعا لإرضاء الغير دون توجه صادق في منهجية الحياة وتتبع جاد في جادة الطريق الصحيح في مسارات الحياة المختلفة ، هو في واقعة يهشم مبادي الحياة والمعايير الأخلاقية التي يجب ان تسير عليها كل المجتمعات ، وبرغم خروج هذه الشخصيات عن المسار الاجتماعي الصحيح الا ان ليس لديهم قناعة في داخل انفسهم بهذا التوجه ويلفحهم سوط الضمير صباح مساء فلا يخرج من سواد ليله الا الى ضوء النهار ليلتحف رداء اخر مناسبا لمقاييس حالات التملق لليوم الجديد وهكذا دواليك مستخف باليل وسارب بالنهار ، في المقابل ترى الاتباع ليس لهم قناعة بتلك الشخصيات ولا تلك الممارسات والأساليب الممقوتة ويدركون واقعهم تماما ، فقط هي محاولة قفز متعثر وكبوة تتكرر في الواقع اليومي لمجاملات بائنة تتخطى على المعايير والقيم الاخلاقية
انني اعتقد جازما ان توازن الشخصية نابعا من الذات والاصل في وضع الشخصية ان تكون سوية على مبدأ (فألهمها فجورها وتقواها) فالإلهام هنا للبعدين والعقل هو من يميز لان اعتلال الشخصية مبني على تواردات ذهنية خاطئة وغير صحيحة ( وسوسة) والاستمرار عند حالات التملق هو الاخر يدخل النفس في سياقات أخرى ومواضيع ملتهبة وبالتالي الدخول في صراع مستمر مع الذات وتنتقل لا اراديا الى المجتمع وادرك كذلك ان هذا الموضوع شائك ويحتاج الى متخصص في علم النفس او مطلع بالمنهج مع يقيني ان الكتابة لم ولن تصل الى مستوى واقعهم ولا الى مدى تتبع خطاهم في تملقهم الاعمى ولكن لعلها محاولة جادة تصف المشاهدات والواقع والاحداث في عالم يمتلئ بالتملق . والى لقاء.
1
طرح جيد دائماً تتطرق لمواضيع تهم ابن الوطن بجميع طبقاتهم الثقافيه والاجتماعيه