المقالات

اجتنبوا التدخلات في حياة الأزواج !!

ليس عيبا أن تكون فقيرا ولا حتى غنيا فالفقر والغنى أمران مرتبطان بالرزق والرزق مكتوب لكل مولود قبل أن يخرج لهذه الدنيا وهو في بطن أمه وهذا ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله ” إن الجنين وهو في بطن أمه إذا مضى عليه أربعة أشهر، بعث الله إليه ملكا ينفخ فيه الروح ويكتب رزقه ، وأجله، وعمله ، وشقي أم سعيد ، ولكن العيب كل العيب أن تأكل من عرق جبين غيرك بسيف الحياء أو بشراسة الطبع والسلوك اجتنبوا التدخلات في حياة الأزواج ولا تشغلون المحاكم ولجان الإصلاح بسبب أطماعكم المادية الدنيوية ، دعوهم يعيشون في سلام ووئام ويتفرغون لتريبة أولادهم وبناء حياتهم .

وهذا يقودنا لأمر هام يتمثل في السعي والبحث عن الرزق من قنواته الحلال بعيداّ عن الابتزاز والتحايل وجمعه من غير حلّه بواسطة الهيمنة حتى ولو كان ذلك على الأولاد ذكورا كانوا أو إناثا إلا بما تجود به نفوسهم ويفيض عن حاجتهم دون إكراه في حالة كانوا دون الزواج أو في حالتهم وهم ‘زواج ويعولون أسرا تحتاج لهذا المال للصرف على شؤونهم وحياتهم .

لاشك أن هذه المشكلة قد تصل للظاهرة في مجتمعنا مع الأسف ولم تجد الدراسات الوافية من قبل جهات الاختصاص لتحديد منابعها واجتثاث أسبابها خاصة وأنها كانت ولم تزل سببا في تنامي حالات الطلاق التي أفرزت نسبا عالية من المطلقات الذي أخل بمكونات الأسرة وشتت مكوناتها وبالذات الأولاد الذين أصبحوا رهينة إما لدى الأزواج أو الزوجات بالرغم من ضرورات التربية التي يجب أن يكون هناك توازن بين الوالدين بالنسبة لعلاقة الأولاد ( بنين وبنات ) بوالديهم إذ لازال هناك تدخلات من أسرتي الزوج أو الزوجة في شؤون حياتهما سلبا وكثير من هذه التدخلات تأتي بالتحريض وخاصة في ظل وجود دخول مادية للزوجة بالذات مما يخلق مشاكل بينها وبين الزوج قد ينتهي بالانفصال ويزيد عدد المطلقات الذي يقابله عدد الرجال العزّاب المشتتين وهذا ما أثبتته الإحصاءات المخيفة التي سبق وأن كتبنا عنها بعد نشرها في وسائل إعلام مرئية رسمية .

لقد عايشنا هذه التدخلات من قبل أسرة الزوج والأكثر من أسرة الزوجة بسبب الراتب وعايشنا هذه القضايا ونحن نعمل في لجان إصلاح ذات البين وهي مشاكل أسرية قد لا تخلو منها مجتمعات كثيرة ولكنها بحسب إحصائيات الطلاق في مجتمعنا تحتاج لحسم يوقف نزيف تكاليف الزواج من جهة وتدخلات الأسرة بعده في حياة بيت الزوجية والتسبب في الفصل بين الزوج والزوجة لأغراض مادية بحتة وليس لعيوب وجوها في الزوج مثلا تستوجب الطلاق أو مرادفاته لأن استقرار المجتمع يعتمد على استقرار البيت الذي ينشأ فيه الأولاد الذين هم لبنات هذا الكيان وهذا المجتمع .

نعود للرزق فكل إنسان قد كتب الله له رزقه وعليه أن يسعى ويبذل جهده في الحصول على المال ولكن دون أن يستعبد غيره ويستغل ضعفه كما يفعل البعض قال تعالى : ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ” وقال : ” هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ” وهنا تتضح مداخل الرزق الحلال بعيدا عن استنزاف موارد الآخرين حتى لو كانوا من الأبناء والبنات بسبب الرواتب التي يتقاضونها نظير عملهم في أعمال تستقطع أوقاتهم فهم أحق بها وبمدخراتها بعيدا عن التسلط الذي يسبب مشاكل أسرية متنوعة .

هناك من الآباء من يدفع من جيبه الخاص ليعيش أقاربه في أمان مادي وهذا عمل يشكر عليه فيما يتربص البعض ليجمع من مال غيره ليرفع به أرصدته المادية في سبيل شراء سيارة أو بناء منزل أو الصرف على ملذاته دونما اكتراث بما يجعله مخلا بواجباته تجاه حقوق أولاده وبهذا فهو يشاركهم لقمة عيشهم وعيش أولادهم بعدما يكونون أسرا بعد الزواج ولا يحق له أن يشاركهم في أرزاقهم بل يعززها بالتشجيع والرأي للادخار والصرف في ما يقوم حياتهم ويكفيهم شر الافتقار الذي قد يكون هو أحد أسباب مدخلاه والعياذ بالله وفي النهاية قد يصل الأمر لبعثرة جهود الزوج والزوجة ويحطم آمالهم ويغير مسار حياتهم بالتفريق والفصل بينهما بالطلاق فتصبح هي أرملة وتتحول إلى جابية لذلك الأب الجشع الذي كان سببا في عثراتها .

انعطاف قلم :

نشرت إحدى الصحف المحلية أن نسبة صكوك الطلاق ارتفعت بنسبة تقارب 98% لتصل في شهر واحد أكثر من 4000 صكا وهناك إحصائية تقول إن من بين كل عشر حالات زواج سبع حالات طلاق وأن بعض الدراسات تشير إلى وجود ضغوط مادية من الزوجة وأهلها على الزوج مما يسبب قطع العلاقة وبقاء الأولاد والزوجة ضحية بسبب هذه الضغوط .!!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button