كل يوم يثبت العالم المتحضر بأنه يحتاج لمراجعة مفاهيمه الأخلاقية ، والعالم الإسلامي كثير العدد ، متسع الرقعة الجغرافية ، يحفل بسجل مشهود بالوقائع التاريخية ، والمكر والخديعة ديدنهم ومحور أحاديثهم ، كما أن الحقد العقدي له دلالاته النفسية ، ومفاهيمه الوجودية ، فمنذ الأزل ؛ بل مع بزوغ الدعوة الإسلامية وشموليتها حتى وصلت مشارق الأرض ومغاربها ، والعداء ما زال جاثمًا على صدورهم ، ومعشش في أذهانهم ، وقد خالط الدماء ، واستولى على المهج.
ويبدو أن هذه الوتيرة تسير وفق مخطط عميق الدلالة ، وقد يكون إرهاصات لشيء ما يحدث ، وبالطبع يلصق كل أمر مقزز بالإسلام ومعتنقيه ، وجرائم الأوربيين لا تعد ولا تحصى ، وكل ما يحصل من سفك للدماء في العالمين العربي والإسلامي هو بفعل الغرب ، شاء من شاء وأبى من أبى ، وإن ادعوا الحضارة الزائفة ، فحياتهم مليئة بالقاذورات : زواج المثليين ، إدمان الكحول ، كثرة أبناء السفاح ، ينضاف إلى ذلك زيف الشعارات المرفوعة في كل محفل .
ويزيد من حنقهم سرعة انتشار الدين الإسلامي ، الذي لا يتأثر بحوادثهم المختلقة ، فانتشاره كانتشار النار في الهشيم ، ولعل الصدمة الكبرى إسلام “صوفي الفرنسية ” العائدة من أسر التنظيم في مالي ، فزاد ذلك من احتقانهم فصبوا جام غضبهم على الإسلام ورموزه ، ولم يعلموا أن ذلك أساس في ديننا ، فأمر ابن آدم كله خير ، يتراوح بين الصبر والشكر ، ولقد نص القرآن على كل حدث أتى وسيأتي ، فهم لن يرضوا عنّا أبدًا حتى نتبع ملتهم ، ولو اتبعناها – معاذ الله – لسخروا منّا ولسقطت هيبتنا ، ولأضعنا دنيانا وآخرتنا .
ومما لا شك فيه أن فرنسا هي إحدى الدول التي قادت الحملات الصليبية ضد العالم الإسلامي ، ولذلك لم تأتِ بجديد ، إنما جاشت صدورهم بما فيها ، وكل إناء بما فيه ينضح ، وكل صدر يحمل غلًا ينفث بما فيه .
وهذه الهجمة الشرسة والممنهجة على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ما هي إلّا ترجمة للعداء القديم والدفين في نفوس هؤلاء ، فهي حملات صليبية بأدوات حديثة ، أدواتها المادة الإعلامية المسمومة ، ونسوا أن ذلك يؤلمنا ، ولكن جوابه في كتابنا المقدس ﴿إنا كفيناك المستهزئين﴾ ، ومما يؤلمهم تشبثنا بديننا ، ومعرفة الحدود ، وإقامة الشرائع ، والحفاظ على الأوطان هي غاية الحفاظ على الدين ، فبذهابها تزول الحياة .
أحسنت يادكتور نايف
شخصت العلة وأتيت بالدواء
وهذه الجملة تكتب بماء الذهب (ولكن جوابه في كتابنا المقدس ﴿إنا كفيناك المستهزئين﴾ ، ومما يؤلمهم تشبثنا بديننا ، ومعرفة الحدود ، وإقامة الشرائع ، والحفاظ على الأوطان هي غاية الحفاظ على الدين ، فبذهابها تزول الحياة .)
وفقك الله
أستاذ مسفر أراؤك وتعليقاتك موضع الفخار وحجر الزاوية لما سيأتي . ?