فاق الشوق والحنين حدود الوصف للمصلين، والمعتمرين، والزوار، ولم يَعد اللسان رطباً فقط، بل أصبح وأمسى يلهج بالدعاء المستمر والمتواصل من أجل العودة العاجلة للدخول للمسجد الحرام، والمسجد النبوي؛ لتؤدى الصلوات المفروضة، والقيام بالعمرة من طواف وسعي، وزيارة الروضة الشريفة، والسلام على المصطفى صلى الله عليه وسلم، وصاحبيه رضوان الله عليهما. ولكن في خضم هذا الظرف الصحي الاستثنائي العالمي بسبب فيروس كورونا “كوفيد19” ومابين هذه الأحاسيس الفياضة، والمشاعر الصادقة، ومايتخلل عميق النفس من آهات مصحوبة بالبكاء تارة، ومن الآم تكاد تُرهق الروح تارة أخرى، وبين مايتطلب العمل الرسمي القيام به من إجراءات احترازية صحية تطبق داخل أروقة المسجد الحرام والمسجد النبوي هي في المقام الأول والأخير؛ لسلامة الجميع.
وحقيقة كانت الخطوات الإجرائية المُتبعة من قبل المختصين في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف بسبب هذا الظرف الصحي الاستثنائي في غاية التخطيط، والتنفيذ ويظهر ذلك جلياً من خلال الفلم الإعلامي المرئي الذي عرض فيه تفاصيل خطة سلامة قاصدي المسجد الحرام _ بمشيئة الله تعالى _ منذ لحظة استقبال المصلين والمعتمرين.. ففي البدء وعبر الأبواب المجهزة بكاميرات حرارية عالية الدقة؛ لقياس درجات الحرارة، ومن ثم توفير “300” جهاز معقم يحتوي على “900” لتر من معقمات الأيدي،
إضافة إلى تواجد “4000”عامل و”180″مشرف طوال فترة العمل؛ لتعقيم ونظافة المكان بعد كل فوج، وغسيل الساحات، والأماكن الداخلية والخارجية “10”مرات يومياً بما مقداره “60”ألف لتر من المواد الصديقة للبيئة إضافة إلى “1200لتر” من أجود أنواع الروائح الزكية، هذا غير فرش “9000” سجادة تُطبق فيها جميع الاشتراطات الصحية وتُعقم “12”مرة يومياً، ومن ثم يأتي دور مرافقة المعتمرين والمصلين أثناء أدائهم العبادة في أرجاء الحرم بكل يسر وسهولة.
إن من المؤكد أن خلف تلك الخدمات المقدمة، والنجاحات المأمولة جهود منظومة مؤسساتية متكاملة ومتناسقة؛ لأعمال تبدأ من قائد الإدارة العليا، حتى آخر عامل في المنظومة فهي بلا شك جهود يصاحبها الكثير من البذل، والعطاء،والتضحية طالما أن الغاية السامية من العمل هي العبادة، والمكان هو المسجد الحرام، والمسجد النبوي يقول الأستاذ سلطان المسعودي المدير العام للإعلام والإتصال عن الأعمال الإعلامية المنفذة بالحرمين الشريفين عن ذلك: “هي أعمال إعلامية تقدم باحترافية عالية ينفذها فريق عمل من الشباب السعودي الطموح والمتمكن، وتزود بها جميع الجهات الإعلامية الرسمية وخاصة الحكومية منها. توفر لها جميع الإمكانيات من أدوات، وتسهيلات بتوجيه ودعم من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ أ.د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس هدفها إيصال رسالة الحرمين الشريفين إلى جميع دول العالم؛ لإبراز الجهود والخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهم الله_” ونحن نقول: بارك الله في جهودكم، ووفقكم لما يحبه ويرضاه في خدمة قاصدي البيت الحرام، والمسجد النبوي.
جزاهم الله خير…
فعلا جهود جباره وموفقه …
اسأل ان يبارك جهودهم …ويحفظ بلادنا من كل مكروه وان يحفظ ولاة امرنا فهم دائما حريصين على راحة المواطن والمقيم …