المقالات

شيشاني يُسيء للإسلام أكثر من فرنسا

لا أبالغ إذا قلت إن الشاب الشيشاني الذي حزّ رأس معلم فرنسي في الشارع أساء للإسلام أكثر من إساءة الفرنسيين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن الذي سبقه من مشوهين للدين الإسلامي، ومن ضمنهم الشاب الباكستاني الذي هاجم أبرياء بآلة حادة أسفر عن إصابة شخصين بجروح بالغة لا يخدمون الدين، ولم يطلب منهم الدفاع عن الدين والرسول بهذه الطريقة البشعة.
نعم شخص واحد أساء للدين الإسلامي، وظلم نفسه، وشوه سماحة الدين، وأفسد علاقات العالم الإسلامي مع فرنسا، وقطع أرزاق أسر كثير تعيش على التبادل التجاري بين المسلمين وفرنسا، شاب واحد فهم الدين بطريقة خاطئة أخذ السكين، واستمر يسأل عن المعلم المغدور به حتى عثر عليه ثم قطع رأسه أمام المارة في الشارع بوحشية متناهية، وبطريق غادرة، وبأسلوب لا علاقة له بالدين الذي انتشر بالعدل والسماحة والصدق والقيم، ولم ولن ينتشر بحد السلاح.
شاب متهور أساء للبشرية، ووضع الدين الإسلامي في كورنر الكراهية والحقد من الفرنسيين ومن كل من سمع بفعلته الشنيعة، وإذا رجعنا لهذه الفتنة التي أيقظها الشاب الشيشاني والمعلم الفرنسي فإن الذين قبلهما هاجموا مكاتب مجلة شارلي إيبدو الساخرة 2015 شركاء في فتنة تطال أبرياء لا علاقة لنا بهذه الأفكار الشاذة ولا تخدم الدين الإسلامي في شيء.
المعلم الفرنسي أستاذ تاريخ خرج عن ناموس الحياة، وعرض على تلاميذه رسومًا كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وشاب متهور قرر الانتقام بطريقته الدموية … الفرنسي استاذ تاريخ قرأ التاريخ بسذاجة، وطرق بابًا موحشًا للإساءة للمسلمين والشاب الشيشاني تجاوز كل الأعراف، ناهيك عن الدين الذي لا يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق…..
هنا لن أتحدث عن المقاطعة فهي نسبة وتناسب وقد يكون لها تأثير على المدى البعيد، ولكن ماذا لو جففنا منابع الفكر الضال عندنا وعندهم؟ ماذا لو قيدنا الحرية الغربية التي تدعيها على حساب الإسلام ولا شيء سواه؟ ماذا لو توقف تجار الأوكار الذين يغررون بالشباب المسلم، ويدفعونهم لساحة البشاعة والفساد في الأرض عنوة بدون دليل من الكتاب أو السنة؟
المعلم الجاهل والشيشاني المارق سارا على حافة الهاوية وبئس القرار لكليهما، لكن الذين يدفعون الثمن هم شعوب أبرياء لا علاقة لهم بالمعلم المسيء ولا بالشاب المتهور ….المعلم الفرنسي والمجلة فتحا نار الفتنة بحجة الحرية، والشاب الشيشاني استخدم سكين الحماقة، ولا زال حبل الفتن من هنا وهناك على الجرار وحسبنا الله.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button