المقالات

كيف نردُّ على إساءات المسيئين لديننا ونبيّنا !!!

((رؤوس نقاط ))

بادئًا ذي بدأ المسلم مأمور شرعًا بصون لسانه عن الطعن، واللعن، والفحش، وبذاءة اللسان تجاه جميع النّاس حتى الكفرة والفسقة والمجرمين أكابرهم وأصاغرهم، وإن كان الردّ بالمثل على المعتدي ليس خروجًا عن الدّين، وسنّة سيد المرسلين كما هو مقرر.
﴿وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (43) ﴾ [الشورى40-43 ]

وإن ما فعله شباب الإسلام وشعراؤه وخطباؤه الغيارى من الرّد بالمثل على الباغي (ماكرون) رئيس الإفرنجة، كانت نتيجة طبيعيّة للدفاع عن سيد الخلق، فلكلّ فعل ردّ فعل يناسبه في القوة، ويعاكسه في الاتجاه !
فتصوّر أنت لو أنّ أحدًا شتم أباك أو أمّك أو أجدادك أو قبيلتك أو أصلك وفصلك أو سخرمنك بكلّ الوسائل فماذا كان يكون ردّ فعلك وموقفك تجاهه ؟!
فكيف بالاعتداء على سيد الخلق، وحبيب الحقّ، وخاتم النبيّين والمرسلين ؟

لكنّ لا أعتقد أن الردّ بالمثل بالسباب واللعن والرسوم المشينة (لماكرون) لا يأتي بمفيد، ولا يتفق مع مبادئ شرعنا وديننا وقيم أمتنا.
﴿وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام: 108] «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ الْبَذِيءِ» صحيح رواه [الإمام أحمد في مسنده، رقم الحديث 5381]

ـ نصرة الدّين ورسول رب العالمين، واجبةٌ على كلّ مسلم عاقل بالغ قادر على الرّد، كلّ في موقع مسئوليته وبما يقدر عليه؛ حكّاما ومحكومين، ردّا يناسب حجم إهانة هؤلاء للدين ورسول رب العالمين !!! ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة:40].

ـ عداوة أهل الكفر والاستكبار والمجرمين للأنبياء جميعًا وفي مقدمتهم سيد البشر محمدﷺ سنة ماضيّة وليست ببدعة جديدة، منذ عهد نوح وإلى قيام الساعة.
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (113) ﴾ [الأنعام: 112] .
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ [الأنعام: 123] .
وعداوة الإفرنجة مشهورة للإسلام والمسلمين، وما عهد الصليبيين منكم ببعيد.

– إن من يدّعي الإسلام من القرامطة المجوس، أتباع ولاية الفقيه بإيران، أكثر تعديًّا واتهامًا وطعنًا وأذيّة وإهانة لرسول الإسلام، باتهامه (معاذ الله ) بالدياثة في الطعن بزوجاته أمهات المؤمنين وأصحابه الأبرارالذين زكّاهم القرآن الذي نزل عليه، وهم خيار الخلق بعد الأنبياء، وتكفيرهم واعتبارهم مرتدّين جميعًا إلا عددًا لا يتجاوزون عدد أصابع اليد ! ورسم كبار شخصياتهم بأبشع أنواع الرسوم مع أبشع أنواع اللعن والطعن والمسبات والشتائم في أماكن زياراتهم وأضرحتهم، بل في الشوارع العامّة وفي كل مكان.
لكن أغلب المسلمين غافلون عن هذا وساكتون عنه!!!.
فإن كان ماكرون وقبيله يفعلون ذلك أحيانًا وبين فترة وأخرى فإن القرامطة المجوس يفعلون ذلك ليلًا ونهارًا وعلى مدار الساعة، وكتبهم ومراجعهم مليئة ومشحونة بذلك، وخطبائهم وشعرائهم، يتنافسون في ذلك، ومئات بل آلاف الفيديوهات موجودة ومنتشرة على وسائل التواصل الإجتماعي حول ذلك.
فقل لي برّبك أيهما أضرّ وأشد على المسلمين وأوقح وأخبث، ويحتاج إلى ردّ أكثر وأطول ؟!

ـ إننا لا نملك اليوم قوّة وقدرة متكافئة، ودولة، أو دولًا قويّة، متسلّحة تستطيع أن تردّ على تجاوز وغطرسة هؤلاء وتحديّاتهم لديننا ونبيّنا ﷺ كما فعل هارون الرشيد أو المعتصم أو صلاح الدّين أو غيرهم من قادة الأمّة وسادتها، عندما تعرّضت مقدساتنا أو أعراض المسلمين إلى هتك أو اعتداء.
لكن في الوقت نفسه نقول: ما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه ! فنحن قوم نملك قدرات ماديّة وبشريّة ومعنويّة هائلة نستطيع في أضعف الإيمان أن نهزّم مثل هؤلاء ونخوّفهم، ونهدد مصالحهم بالوحدة والاتحادّ ورصّ الصفوف، ورفع الخلافات الجانبيّة بيننا.

– كي نبرهن لأمم الأرض جميعًا بجميع أديانها وطوائفها أننا أمّة بديننا وشريعتنا وقيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، سننتصر على مثل هؤلاء، لا بالشتائم ورد الرسم بالرسوم !!!

ـ ننصر رسولنا ﷺ بإبراز محاسن شريعتنا وقيمنا وأخلاق نيّنا وسلفنا وتسجيل لقطات من تاريخنا المجيد المليء بالعز، والفخر، والتسامح، والتعددية، والتعايش السلمي، وحرّيّة الدين.

ـ نبيّن للعالم أجمع أننا فعلًا أمّة حضاريّة ومتمدنة وأصحاب رسالة، لا ننحدر أو ننحط إلى مثل هذا التعامل والأخلاق السافلة والأساليب الدنيئة في معاداة أو التعامل مع الغير.

– اعلموا بأن أكبر ما يغيظ هؤلاء هو أن: ننتصر لرسولنا ﷺ بالرجوع إلی دينه والتمسك بسنّته وشريعته، وليست الرسوم أو الكلام الْفَاحِشِ والْبَذِيءِ !
﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران:31].

– ننتصر لرسولنا بإصباغ تعاملنا اليومي مع الآخرين بالفعل ـ لا بالقول ـ بالقيم والأخلاق الإسلامية التي جاء بها ديننا الإسلامي، فالنّاس ينظرون إلى أعمالنا لا إلى أقوالنا ونظرياتنا، فكم من كافر أراد الدخول في الإسلام حين قرأ قوانينه وقيمه وجماله، لكن واقع المسلمين أبعده عن الاسلام، وقال: لو كان هذا الدين خيرًا لربّى أتباعه على نظرياته !!!

– ننصر رسولنا ﷺ بالهدوء والحوار النافع البنّاء، ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [سبأ: 24].

– ننصر رسولنا بإبراز جرائمهم وإبادات هؤلاء المجرمين الجماعيّة للأمم والشعوب التي استعمروها وحكموها بالحديد والنّار والعار، والتي تسوّد وجوههم أمام المجتمعات البشريّة، وهذا الواجب منوط برقبة (إخواني المؤرخين المتخصصين بالتاريخ الوسيط والحديث) أكثر من غيرهم، لمعرفتهم بدقائق ما فعله الصليبيون من الأوروبيين بالمسلمين وبالبشريّة عامّة، وهو سجّل حافل ومليء بالعار والشنار والإعتداء وقتل الملايين من البشر بأبشع أنواع القتل.
ملكنا فكان العدل منا سجية … فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الأسارى وطالما … غدونا على الأسرى نمن ونصفح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا … وكل إناء بالذي فيه ينضح

ـ وأخيرًا لن يضرّ عواء هؤلاء المجرمين الأشرار وتكالبهم علينا بمسيرة ديننا، فللكعبة ربّ يحميها، وكم حاول أعداء هذا الدّين القضاء عليه أو تحديده أو إضعافه، وهو لا يزيد إلا سموًا ورفعة وزيادة يومًا بعد يوم في مشارق الأرض ومغاربها، حتّى أخَافَ مثل هذا المجرم ماكرون وأمثال؛ حيث غزاهم في عقر دارهم بدون سلاح ولا طلقة ولا حتى خنجر أو سكّين!!.
أبشروا يا معاشر الإسلام:
« لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ, وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ, بِعِزِّ عَزِيزٍ, أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ, عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ, وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ». حديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده برقم(16998) .
رحم الله الشاعر البوصيري حين يقول :
بشرى لنا معشرُ الإسلامِ إن لنا .. من العنايةِ ركنا غير منهدمِ
لما دعا اللهُ داعينا لطاعتِه .. بأكرمِ الرسلِ كنا أكرم الأممِ
أخوك عيسى دعا ميتا فقامَ له .. وأنت أحييت أجيالاً من الرممِ

قال الشيخ الخطيب الإدريسي:
إن الإسلام إذا حاربوه اشتد …… وإذا تركوه امتد
والله بالمرصاد لمن يصد……. وهو غني عن من يرتد
وبأسه عن المجرمين لا يرد…… وإن كان العدو قد أعد
فإن الله لا يعجزه أحد…… فجدد الإيمان جدد
ووحد الله وحد …… وسدد الصفوف سدد

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button