أعطى كفار قريش حسان بن ثابت – رضي الله عنه – مالا ليهجي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقبل وتربص بالنبي كي يشاهد فيه عيبًا يهجوه به، فلما رآه رد لقريش مالها وأسلم فقالوا: مالهذا أرسلناك ! فرد عليهم بقصيدته المشهورة.
لما رأيت أنواره سطعت
وضعت من خيفتي كفي على بصري
خوفًا على بصري من حسن صورته
فلست أنظره إلا على قدر
روح من النور في جسم من القمر
كحلية نسجت بالأنجم الزهر.
الذين يشيعون أخبارًا وأوصافًا وبهتانًا على نبينا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام، ليس علينا بجديد وألفنا الطعن فيه وفي رسالته، وما أثر ذلك محبتنا له ولا ثقتنا في أنه خير ما حملت الأرض على ظهرها، وخير من نفع البشرية، ولكن نتناول الموضوع من الزاوية الإعلامية، حيث يلاحظ أن كل ما أسيء لرسولنا الكريم، كلما زاد عدد المعتنقين للإسلام، وهنا الدعاية المضادة أو المرتدة تعمل عملها، لأن استهداف الرمز يحتم على الجمهور معرفة شخصية المستهدف، وحينما يبحث الجمهور في شخصيته يرى كلامًا وسلوكًا بشريًّا فريدًا لنبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهنا الدعاية المرتدة أو رجع الصدى أو ردة الفعل ال- reaction- تنقلب إيجابًا، وتخالف هدف الدعاية السوداء على رسولنا الصادق الأمين فهي بذلك تخدمه بدلًا من أن تشوه صورته، وهذه صورة حسان بن ثابت -رضي الله عنه – ارتدت عليه وعلى كثير من الذين اعتنقوا الاسلام بالخير، وأخيرًا أقول لمن أساء الأدب وكذب على نبينا الهادي – صلى الله عليه وسلم
ماعابك الرسم يا خير من قال
ماعابك الزجر والشتم والغدر
إن صوَّبوك بسهم كاذبٍ أشرٍ
فتلك الدلالة على أنك الطهْرُ
ما يشتم البدر في عز هالته
إلا الضرير في عينه القذْرُ
0