المقالات

الذكاء العاطفي

‏هل من الحقيقي أن سعادة الإنسان مرتبطة بشكل ما على الذكاء العاطفي؟
‏ومادور الذكاء العاطفي في حياتنا؟

‏جاء مصطلح الذكاء العاطفي”emotional smartness قادمًا من الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من عشرين عامًا؛ ليضفي على البشرية بعضًا من التفكير والإدراك في هذا المفهوم الذي أصبح رائجًا في شتى العلوم بشكل عام ومؤثر في العلوم الاجتماعية والإنسانية بشكل خاص؛ ‏حيث يسعى كلٌّ من الإخصائيين النفسيين والاجتماعيين والباحثين في العلوم الاجتماعية والإنسانية إلى مدى الاستفادة وتحقيق أقصى النتائج من الذكاء العاطفي، وعرف بشكل مبسط وصريح أنه “الطريقة الإيجابية التي يتعامل بها الإنسان مع نفسه ومع الآخرين”، كما بيّنت العديد من الدراسات والأبحاث أن الإنسان يستطيع أن يزيد من ذكائه العاطفي، ويكمن في ذلك من خلال اكتساب المهارات التي تزيد من قدراته الذاتية الكامنة واللا كامنة، والتعاملات الإيجابية مع الذات .. فلو تعاملنا مع أنفسنا أولًا بذكاء ينتج عن ذلك بشكل مباشر تقدير الذات، وبالتالي وبعد هذه العملية الإيجابية تتولد لدينا سلوكيات مرغوبة ذات طابع إيجابي يضفي اتزانًا نفسيًّا واجتماعيًّا؛ مما يجعلنا نتخطى الكثير من المشكلات والعثرات النفسيه والاجتماعية التي تعتري طرقنا، ونحن نسير.

‏ومما يثير الاهتمام أن العديد من مؤشرات الدراسات التطبيقية قد بينت أن التطوير في الذكاء العاطفي أوسع بكثير من التطوير في الذكاء العقلي؛ حيث إن الذكاء العقلي لدى الإنسان يصل به إلى حد سقف معين بينما الذكاء العاطفي يفتح آفاقًا لاحدود لها.

‏ختامًا: وفي ضوء ماسبق لعل الإنسـان يدرك قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) فحقيقة التبصر في النفس هي مؤشر، وتفعيل لأيقونة الذكاء العاطفي فبعد التبصر وبشكل صحيح تلقائيًّا يتولد الاكتساب والاستقطاب لكل مهارة، ودعم ذاتي فبالتالي يستطيع الإنسان من العيش بسعادة وفق ذكاء عاطفي منمق ومسبقًا ببصيرة للنفس ‏وإرادة للعيش بسلام.

___________________

‏محافظة أضـم

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button