المقالات

أردوغان ودعمه للإرهاب في فرنسا

الإسلام اليوم في معركة لا مثيل لها في تاريخه، وذلك أن ماضيه العريق ترك صفحات مشرقة أمام العالم، ما من بلد إلا ودخله الإسلام بالحكمة، والموعظة الحسنة.
وها نحن اليوم نرى الإسلام يُتاجر به أصحاب النفوس الطامعة للوصول إلى مآربهم، ويبذلون مالديهم في تحقيق ذلك دون مراعاة، فهم في شعارات زائفة، ودعايات باطلة.

والمتأمل لواقعنا اليوم يجد أن الإرهاب الذي طرق أبواب العالم، وشرد الناس من ديارهم، وأدخل الرعب في قلوبهم، وأيتم الأولاد، وأرمل النساء، من ورائه مدارس ومؤسسات بل دول تقوم بدعمه ماديًّا ومعنويًّا، ولولا ذلك لما انتشر بهذه السرعة.
إن أردوغان بعد ما تم رفض الاتحاد الأوروبي قبول عضويته في الاتحاد أشعل نار الحرب على أوروبا وذلك بتهديد أمنها، وتجلى ذلك في فتح ممر للوصول إلى سوريا لتدريب الشباب ودعمهم فيها لتدمير العالم باسم إعادة الخلافة، فتارة يدعو إلى الاستيلاء على الحرمين، وتارة بالوقوف ضد الغرب لأنه – على حد تعبيره -هو عدو الإسلام.

وما أن فشل في مشروعه الفكري استغل الفرصة لاستخدام سلاحه لغزو ليبيا وتدميرها بدون حق في بلد لاعلاقة له به، بل أراد توزيع السلاح فلم يجد مكانًا سوى تسليح الجماعات الإرهابية لتدميرها.
ويأتي الدور الأخير في دعمه للإرهاب بعد الأحداث الأخيرة التي جرت في فرنسا حول الصور المسيئة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقف معلنًا الحرب على فرنسا دون النظر إلى أن في فرنسا عددًا كبيرًا من المسلمين، يعملون بالإسلام وللإسلام.
المسلمون في فرنسا كغيرهم في العالم ينددون ويستنكرون الإساءة إلى أي معتقد من المعتقدات، وكذلك قتل الأبرياء مهما كانت أنواعهم وانتماءاتهم، لأن الأديان جاءت لاحترام الإنسانية.

رأينا في الشهر الماضي مقاطعة المملكة العربية السعودية منتجات تركيا لسوء فعلها في الوقوف مع الإرهاب، ودعمه علنًا بإيواء المتطرفين، ودعم المتسلحين ضد العالم الإسلامي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، فاستطاعت تركيا من خلال قناة الحزيرة شراء أصحاب النفوس المريضة والمطامع الشخصية باتخاذ قضية الصور ذريعة للالتفات حولها، ونسيان الارهاب التركي الذي أدى إلى مقاطعة منتجاتها.

ولكن نجد من يحملون الرؤية الحقيقة للواقع يدركون المؤامرة التركية أن الوقوف مع هجمات فرنسا إنما بسبب منعها عن الدخول في الاتحاد الأوروبي وليس نابعًا من الدفاع عن الإسلام، فكيف يكون غير ذلك ؟ وهي التي تضرب ليبيا بالسلاح دون ذنب اقترفته.
المسلمون في فرنسا يشكلون عددًا كبيرًا، ويؤمنون بأن الإسلام السلام، هم هاجروا من بلدانهم إلى فرنسا بأسباب معيشية كطلب العمل، أو أسباب سياسية كالفرار من الظلم وغيره فسكنوا فيها بمساجدهم دون مضايقة في السابق.
وإنما بعد ظهور التطرف والجمود الفكري صار بعض الآخرين ينظرون إلى المسلمين، وليس كل المسلمين نظرة كراهية واحتقار.

——————

إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button