عبدالله غريب

الكمامة والقشّة !

اليوم الأربعاء ما لم تؤجل ربما تظهر نتائج الانتخابات الأمريكية بين المتنافسين ترامب وبايدن لقيادة المرحلة القادمة لأربع سنوات لأمريكا ومن خلال متابعة ما يجري فبايدن كان أهم المستمسكات على ترامب في حملته الانتخابية يدور حول عدم التزام ترامب بلبس ” الكمامة ” واستهتاره بالفيروس الذي أدخلة عدة أيام في الحجر الصحي بغض النظر عن صحة الإصابة من عدمها وطريقة التشافي ومحدودية المدة التي قضاها تحت إشراف الفريق الطبي الذي كان بعضهم يبتسم أثناء المؤتمرات الصحفية يوميا وكأن هناك خطة ما أحكمت من قبل الرئيس والفريق الطبي ظهرت بوادرها اليوم من تهديده لفاوتشي الذي أبدى إشادته ببايدن لالتزامه بالاحترازات من الفيروس وهذا بيت القصيد في طرحنا هنا .

علينا أن ننظر لهذه القشة ” الكمامة ” التي قد تقصم ظهر البعير بعد أن استمال بايدن الكثير من الأصوات في الولايات المتأرجحة بعد أن أقنعهم بأنه سيكون المنقذ للبلد من خطر الفيروس والحد من انتشاره وتأمين الكمامات على أقل تقدير بعيدا عن الخدمات السريرية التي قد لا يستطيع تأمينهت في ظل تفشي الوباء الذي بلغ ذروته حسب الإحصاءات الأخيرة التي فاقت مائة ألف يوميا فكانت أمريكا هي الأولى عالميا سلبا وإيجابا وعلى العموم أنا شخصيا أتمنى أن يفوز الرئيس ترامب على بايدن الذي لم يثبت حسن نواياه تجاه العرب والمسلمين وربما يكون الشر القادم بما يحمل من ضغائن في نفسه تجاه من يشجع ترامب سابقا ولاحقا وكأنه يطبق مقولة ” من لم يكن معي فهو ضدي ” التي قد تجر الويلات بسبب سياسته تجاه الشرق الأوسط وعلى رأسها العبث الذي تقوم به إيران حيث كان ترامب حازما مع المعممين وأوقفهم عند حدودهم الدنيا في التحرك العبثي في البر والبحر والجو .

نعود للكمامات وأثرها والتزاحم في المناسبات ونتائجه التي قد ترهق الجهات ذات العلاقة بالرغم من النداءات التي تطلقها وزارة الصحة وتتابعها الجهات الأمنية في الأسواق والمساجد وجميع مواقع العمل والتجمعات إلا أنه لايزال بيننا من يستهتر بهذه التوجيهات ليس من باب العصيان بقدر ما هو من باب الجهل والتعالي على الفيروس الذي يفتك بالناس بدون هوادة وحز في نفسي ونفس الكثير ذلك التجمع الذي ظهر في محافظة العقيق بالباحة في إحدى الاستراحات التي تم ضبطها ونشرها في وسائل التواصل بعد تغريم كل من له علاقة بهذا الحضور والتزاحم الذي قد يخلف مرضى ومتوفين بسبب المجاملات التي تتملكنا عندما ندعى في هذا الوقت العصيب وظروف الجائحة ولم نعتبر بما يصلنا يوميا من أخبار زملاء وآباء وأصدقاء انتقلوا إلى رحمة الله بسبب هذا الفيروس الخفي المتخفي الذي اجتاح العالم ولم يجدوا له أي علاج سوى تطبيق الاحترازات الضرورية وعلى رأسها التباعد والنظافة التي أثبتت نجاحها فهل لنا بعد التباعد في المساجد ونحن نؤدي الصلة التي هي صلة العبد بربه أن نتباعد في المساجد ونتزاحم في الاستراحات وقصور الأفراح من باب المجاملات على حسب الصحة العامة التي إلم تكن تهمك شخصيا فهي تهم من تخالطهم فليس هناك علامة ظاهرة في جبين كل مواطن أو مقيم لنعرف بأنه مصاب أو غير مصاب ولابد أن نلتزم حتى لا يعود كما عاد في أوروبا التي تمرد مواطنوها وأصبحوا رهن الموت يوميا .

انعطاف قلم :

أعيد وأقول من الممكن تكون الكمامة قشة تقصم ظهر البعير ويفشل ترامب – بسبب عدم إيمانه بها – من سدة رئاسة أمريكا فلا تكن الكمامة القشة التي قد تخرجك من الدنيا كلها بسبب عدم ارتدائها في أي مكان بعدما تخرج من بيتك فاحم نفسك واحم الآخرين .
عبد الله غريب

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button