تابع الحشد الفوضوي الخلّاق انتخابات القرن الوهمية، وتسمروا أمام العرض المسرحي الذي يكرر إيقاعه في كل دورة انتخابية بشكل دعائي زائف، وفنتازيا تكسر الجدار الرابع فقط.
شارك في الزفة أفاكي قنواتنا العربية ووسائل الإعلام المختلفات كمحللين لواقع افتراضي، وكمفسرين للماء بعد الجهد بالماء، أما “قنوات الفتنة” فحدّث ولا حرج وزعت مايكاتها في كل الولايات، وصرفوا ملايين الدولارات على تهريج مستنسخ من فيلم “سمك لبن تمر هندي”.
الذي تابع الانتخابات السابقة، والذي سيتابع الانتخابات اللاحقة سيتأكد أن هذا أو ذلك هم ذرية بعضها من بعض، وإن الانتخابات مجرد عرض مسرحي يُقدم للمجتمع الدولي بطلًا منصاعًا للديمومة الشخصية التي لا تتغير مخرجاتها على الأقل في المنطقة العربية، فجمهوري أو ديموقراطي، وترامب أو بايدن، هم نفس العجينة ونفس الهشك بشك يعني “حليس في جرابه”.
جلست تحت بقايا حريق شجر غابة سودة عسير أنتف شعر رأسي، وأقول جمهوري أو ديموقراطي، ترامب أم بايدن، أبيض أو أسود، نجم سينمائي أو مهرج سياسي!! ، واستمريت أنتف شعر رأسي بحثًا عن الحقيقة حتى بدت صلعتي خالية من شعر العمر الذي تساقط على مدى عشر دورات انتخابية، واتضح أن الحقيقة التي كان يبحث عنها “فوستر”، وهو يصرف كل ثروة والده بحثًا عنها هي نفس الحقيقة التي تكتسي بالكذب والظلم والتعسف بعيدًا عن العدالة وناموس الحياة.
لو كنت أملك صوتًا انتخابيًّا لما انتخبت الاثنين حتى لو جلست أمريكا بجلال قدرها بدون رئيس كما فعلت في الدول التي دخلتها وزرعت فيها بذور الفتنة ثم غادرت، ولو كنت أعلم أن أمريكا بحرياتها، وثقافاتها، وحضارتها تقدم للبشرية رئيسًا يحب السلام، ويكره تجارة السلاح، ويرفض اللعب على الحبلين، لا يكذب، ولا يقبل الضيم على الدول الصغيرة، لهرولت مع المهرولين، أما وقد استفحلت سوءات الرؤساء السابقين، وننتظر المزيد من القادمين فلا ننتظر نهاية العرض المسرحي لأن كاتب السيناريو لم يتغير، والمخرج هو ذاته بشحمه ولحمه، والبطل “حليس في جرابه”، والمطلوب من شعوب الأرض التصفيق للمشهد الكئيب ليس إلا.
0