أيامٌ مُثيرة ومتابعات متواصلة وممتعة عاشها العالم كله على وقع الانتخابات الأمريكية ٢٠٢٠ اعتبارًا من ثلاثة نوفمبر وحتى تم إعلان النتيجة بفوز جو بايدن في سبعة نوفمبر، وبالرغم مما شاب هذه الانتخابات من اتهامات متواصلة وتشكيك في نزاهة التصويت والفرز من قبل ترامب وأعضاء حملته، وما صاحب ذلك من احتجاجات واعتراضات ورفع دعاوى رسمية للمحاكم الأمريكية ..
أقول بالرغم من كل ذلك، إلا إن العالم كله استمتع بمشاهدة هذا التنافس والسباق الأمريكي للفوز بالرئاسة ..
هذه هي الديمقراطية الحقيقية في أبهى صورة، وهي التي مكّنت أمريكا من اعتلاء قيادة العالم بكل جدارة، فالنظام لديهم واضح وهو التناوب على السلطة بمعدل أربع سنوات كحد أدنى يعقبها انتخابات جديدة، ومن ثم إما نهاية فترة الرئيس الحالي أو مواصلته للرئاسة فترة ثانية ليكمل بذلك ثماني سنوات كحد أعلى، عليه بعدها المغادرة الإجبارية بحكم القانون !!
تلك هي الحضارة ومخرجاتها السلمية التي تغير قادة البلد بسلاسة وسلام وفي إطار القانون، دون أن يتأثر البلد أو تزهق فيه الأرواح من أجل السلطة ..
هذا الوضع الدستوري الأمريكي المعتمد على الديمقراطية الحقيقية، يختلف جذريًّا عن غيره من دساتير البلدان الأخرى الشكلية، والتي تدعي تطبيق الديمقراطية والانتخابات الرئاسية وهي أبعد عن ذلك بعد السماء عن الأرض، فالواقع أمامنا في تلك البلدان من الجمهوريات المتخلفة، لا يوحي بأي شيء حقيقي من تداول السلطة، فالرئيس لديه ثلاثة خيارات لإنهاء سلطته، وهي إما أن يفوز (بالمشعاب) بنسبة ٩٩.٩ ٪ ..
أو يتم خلعه وإزاحته عن طريق الفوضى العارمة التي تدمر البلد بالمظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات والسرقات، وما إلى ذلك من مظاهر العنف والإخلال بالأمن ..
والخيار الثالث، هو أن يحضر ملك الموت فينهي سلطة ذلك الرئيس بقبض روحه، وتنتهي المعاناة ..
تخيلوا لو كانت الديمقراطية العرجاء التي تطبق في العالم المتخلف، تطبق في الولايات المتحدة الأمريكية ؟! ماذا كان سيكون عليه الحال ؟؟
بقي أن أقول إن أشخاص الرؤساء وانتماءاتهم الحزبية في أمريكا، لا تؤثر على العلاقات السعودية الأمريكية التاريخية والاستراتيجية، فعلاقات السعودية مع أمريكا، هي علاقات متجذرة مع مؤسسات ومجتمع مدني والمتمثل في الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب ووكالة الأمن القومي وغيرها، وليست مع أشخاص يتناوبون على إدارة البيت الأبيض ..
ولهذا لن يكون هناك أي فرق في التعامل السعودي مع الإدارة الأمريكية، سواءً من الجمهوريين أو الديموقراطيين.
د . جرمان أحمد الشهري
لا فض فوك يادكتور
ولا عاش شانئوك يا أبا سامي .
مقال رائع عن واقع شاهده العالم أجمع رغم المشادات الكلامية بينهم كمنتخبين إلا أنها لم تصل للشارع تخريب ومظاهرات كل التقدير لك يا أبو أحمد
شكراً أخي عبدالله بن عيد ..
كلام جميل وتعليق صائب .