في بلادنا منارات عظيمة تدعو للفخر، ومنها يشع نور يبهج العين والقلب. وفيها “نواخذة” يبحثون عن اللؤلؤ ليس في البحر، وإنما على الأرض. من هذه المنارات الشاهقة، التي ربما لا يعرفها كثيرون، هي مؤسسة الملك عبد العزيز للموهبة والإبداع أو “موهبة ” اختصارًا. ومنذ تأسيها كمؤسسة غير ربحية قبل عشرين عامًا استطاعت هذه المؤسسة الوطنية اكتشاف آلاف المواهب من بين طلاب المملكة. وقد أصبح المئات منهم سفراء لها في أرقى جامعات العالم والمنتديات الدولية.
هذه المؤسسة الوطنية الرائعة تسير على هدي خارطة أهداف ومبادرات وبرامج استراتيجية ل”تمكين الموهبة والإبداع كونهما الرافد الأساس لازدهار البشرية”، كما تُعّرف عن نفسها، وهي بذلك تعمل على تحقيق رؤية مؤسسيها :” إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا. ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها”.
وطوال عقدين من الزمن، تم اكتشاف أكثر من 130 ألف موهوب، ومن بينهم الموهوبون ذوو الاحتياج المزدوح، ورعت “موهبة” أكثر من 80 ألف طالب وطالبة من جميع أنحاء المملكة حقق بعضهم إنجازات رائعة في المسابقات الدولية ذات التنافسية العالية، وحصلوا على مئات الميداليات، والجوائز، وبراءات الاختراع.
ولإيصال رسالتها للعالم، وعلى هامش رئاسة المملكة مجموعة العشرين، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله نظمت “موهبة” المؤتمر العالمي الأول للموهبة والإبداع “تخيل المستقبل ٢٠٢٠”، تجسيدًا لوعد سمو ولي العهد محمد بن سلمان ” سنجمع الموهوبين والمبدعين من كل العالم لصنع شيء مختلف”. يشارك في المؤتمر نخبة من صناع ومستشرفي المستقبل في العالم في مختلف المجالات.
هذا الجهد العظيم ينفذه فرسان في الخفاء يقودهم أمين عام “موهبة” الدكتور سعود المتحمي يعملون على تحقيق رؤية المملكة 2030 التي من بين أولوياتها تنمية رأس المال البشري. هذا الجهد الذي تتفتح من خلاله ملايين الورود كل يوم، وتملأ العالم جمالًا وعطرًا.
0