• الحربي: تمكين المرأة ليست شعارات رنانة بل واقع عملي
• النصار: تمكين المرأة يعني كيف للمرأة العاملة أن تطور من ذاتها وأهدافها؟
• العتيبي: كانت المرأة في الماضي تنتظر 14 عاماً للحصول على وظيفة تعليمية
• الطاسان: لا يجب اختزال تمكين المرأة في المجالين السياسي والاقتصادي
الرياض : اتفق المتحدثات في ندوة “واقع تمكين المرأة السعودية” بمناسبة اختيار الرياض عاصمة المرأة العربية 2020، التي نظمتها جمعية “إعلاميون” بالشراكة مع جمعية الأسر الاقتصادية في قاعة الفعاليات بمقر الجمعية في حي الملقا بالرياض، والحضور على أن قرارات التمكين للمرأة السعودية جاءت متماشية مع الشريعة الإسلامية والتي حققت للنساء في المملكة العربية السعودية القدرة على اتخاذ القرار وتقرير مصيرهن في العمل والمساهمة في بناء المجتمع والوطن.
وتناولت ندوة “واقع تمكين المرأة”، السعودية ” التي تحدثت فيها كلٌ من: الدكتورة/ نوف بنت سعد النصار عضو جمعية “إعلاميون” عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود، الأستاذة/ تغريد بنت إبراهيم الطاسان عضو جمعية “إعلاميون” وكاتبة في صحيفة الوطن، والأستاذة/ نورة بنت نجر العتيبي عضو الجمعية العمومية لجمعية الأسر الاقتصادية ورئيس مجلس ادارة مساحات العمل المشتركة (ألورهب)، فيما أدارتها الزميلة الأستاذة/ نادين البدير عضو جمعية “إعلاميون”، المحاور التالية: كيف نفهم التمكين بشكل عملي وإجتماعي؟ فوائد التمكين الإقتصادية والوطنية؟ عرض نماذج من النساء الممكنات، هل التمكين مسئولية الدولة فقط؟ وما الدور الذي تمثله الأسرة والمجتمع لدعم التمكين؟
وقالت الدكتورة فايزة الحربي عضو مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” في كلمة الجمعية: إننا نحتفل هذا المساء بالقرارات التي ساهمت في تمكين المرأة من العمل وتوليها المناصب القيادية ومساواتها بالرجل في مجال العمل والبناء والعطاء للنهوض بهذا الوطن المبارك.
وأضافت الحربي “أن تمكين المرأة ليست شعارات رنانة بل هي واقع عملي ساهمت فيه القيادة الرشيدة من تحقيق هذه الإمكانية للمرأة السعودية في الوقت الذي تعاني فيه المرأة في بعض الدول من هضم الحقوق الخاصة بها، فشكراً لهذا الوطن الذي جعل من القوارير ناطحات سحاب تسهم في دعم الوطن وتطوره”.
من جهتها، أكدت الدكتورة نوف النصار عضو جمعية “إعلاميون” عضو هيئة التدريس بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية، إن تمكين المرأة يعني كيف للمرأة العاملة أو التي ترغب في خوض مجال العمل أن تطور من ذاتها وأهدافها وقراراتها وأن تتحمل مسؤولية تلك القرارات، لافته إلى أن سوء الفهم هو السبب الذي حال دون تمكين المرأة من الحصول على حقوقها وانطلاقها في الأعمال.
وأضافت النصار: تمكين المرأة ليس ترفاً بل هو حاجة جاءت متماشية مع قرارات القيادة الرشيدة ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية السمحاء فيما يخص المرأة وعملها والاستقلالية في اتخاذ القرار، واليوم نشاهد العديد من بناتنا يبتعثن للدراسة في الخارج في العديد من التخصصات وهذا الأمر ساهم في تعزيز الصورة الجميلة والحقيقية للمرأة السعودية وكيف أنها تستطيع تولي المناصب القيادية والإدارية في الجهات الحكومية وغيرها مما يساهم في إيجاد أدوار لهن في المساهمة في دعم الوطن ورفعة شأنه.
وأشارت الدكتورة نوف إلى أن استقلال المرأة في المجال الاقتصادي، حيث أصبح لديها وظيفة ودخل مادي يخصها ساهم في تعزيز دورها وتفردها في اتخاذ القرار والعمل، وبينت أنه قبل سنوات كانت جامعاتنا يعمل فيها العديد من الأكاديميات غير السعوديات وكيف أنهن جئنا من بيئات تختلف عن بيئتنا العربية السعودية وأننا اليوم نشاهد أن المرأة السعودية استطاعت أن تتولى هذه الوظائف الأكاديمية في الجامعات منطلقات من بيئتهن العربية السعودية وقيم المجتمع.
ولفتت النصار إلى أن المرأة ذات الدخل المحدود في مجتمعنا وذات التعليم المحدود أصبح لديها الفرصة في الحصول على العمل وتعزيز مدخولها المالي من خلال تأهيلهن للعمل والذي يأتي متناسباً مع ظروفهن الاجتماعية والمعيشية، واليوم أصبحت النساء يسرن بخط متواز مع الرجال في مجال العمل وبناء المجتمع والوطن.
ومن جانبها، أكدت الأستاذة نورة العتيبي عضو الجمعية العمومية لجمعية الأسر الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة مساحات العمل المشتركة (ألورهب)، إن نسبة النساء في المجتمع السعودي تبلغ 49 % والمتوسط العمري 29 سنة أي في قمة العطاء والعمل والنشاط، وأن تمكين المرأة بدأ من عهد الملك فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله – عندما سمح بذهاب الفتيات إلى المدارس وترك الأمر للأسر في تقرير السماح لبناتهن في الذهاب إلى المدارس والتعلم، واليوم نحمد الله أن نسبة الأمية في المجتمع السعودي تكاد لا تذكر، ومع مر السنوات وتقبل المجتمع فكرة عمل المرأة انطلقت المرأة في مجال العمل والتعليم وجميع فروع الحياة للمشاركة في العطاء والنهوض بوطنهن مع أشقائهن الرجال.
وتابعت العتيبي: كانت المرأة في الماضي تنتظر لأكثر من 14 عاماً للحصول على وظيفة في القطاع التعليمي وكانت الفرص أمام المرأة السعودية قليلة مقارنة بالرجال، لذلك عندما بدأت قرارات التمكين للمرأة في العمل والتعليم والتي أقرتها القيادة الرشيدة فتح الباب أمام العديد من النساء في مجال العمل وتحقيق الذات والنهوض بحقوقهن والعمل على الاستقلالية في القرار والعمل وتحقيق الأحلام والأهداف.
وأضافت “أن الخوف الموجود لدى بعض الرجال والنساء في قبول التحول الحقيقي للمرأة السعودية على صعيد العمل والتعليم والمشاركة من أن تكون قرارات تمكين المرأة سوف تساهم في انفلات المرأة في المجتمع إنكشف أن وهم ويجب العمل على تأكيد أن هذه القرارات سوف تعمل على تحسين الصورة النمطية عن المرأة العاملة وأنها صاحبة قرار في العمل أو البقاء في المنزل، يجب أن يكون هناك فهم ووعي في المجتمع أن المرأة اليوم لم تعد تلك المرأة التي لا يوجد لديها حقوق في الحياة واتخاذ القرار والمشاركة”.
ولفتت العتيبي إلى أن لدينا في مجتمعنا القبول للمرأة اليوم كما هي، حيث أن هناك العديد من النساء الاتي يدرسن في العديد من التخصصات التي لم يكن يتوقع أن يعملن فيها في مجال الذكاء الصناعي والفضاء وغيرها من التخصصات التي لم يستطع الدراسة فيها قبل قرارات التمكين للمرأة السعودية.
على صعيد متصل، قالت تغريد الطاسان عضو جمعية “إعلاميون” وكاتبة في صحيفة الوطن، أن التمكين للمرأة السعودية في ظل وجود فرص للعمل ساهم في حضور المرأة السعودية في المجتمع بشكل كبير، ولكن لا يجب علينا حصر أو اختزال تمكين المرأة في المجالين السياسي والاقتصادي، نعم هناك نساء سعوديات يمثلن المملكة في الخارج مثل الأميرة هيفاء آل مقرن مندوبة المملكة لدى اليونسكو وسمو الأميرة ريم بنت بندر بن سلطان سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة الأميركية، بل أن تمكين المرأة يمثل خطوة مهمة، حيث أنه أصبح لها الحق في تقرير مصيرها وقراراتها في مجال العمل وغير ذلك من المجالات المجتمعية، كما أنه أصبح هناك تشريعات للمرأة في مجال التمكين.
فيما يخص ثقافة التمكين، أكدت الطاسان أنه جاء من خلال الشرع وأحكامه وفصل الأعراف والتقاليد المجتمعية التي كانت في فترة سابقة يظنها البعض شرعاً، ولكن اليوم قرارات القيادة الرشيدة في مجال تمكين المرأة ساهمت في نفض الغبار عن تلك العادات والتقاليد التي كانت السبب في بقاء المرأة في مكانها دون أي أدوار مهمة في النهوض والمساهمة في بناء الوطن والمجتمع، ونرى اليوم أن المرأة السعودية فعلاً كانت ركيزة مهمة ومساهمة في العطاء في كافة المجالات وأثبتت أنها شقيقة الرجل في العمل والبناء والمساهمة في عز الوطن وبناء أجيال المستقبل الواعد.
وأردفت أنه على الرغم في هذا الوعي المجتمعي بدور المرأة وتمكينها في العمل واتخاذ القرار إلا أن هناك البعض من يرى أن مثل هذه الأمور هي خروج عن العادات والتقاليد، بسبب أنها قررت العمل وتحقيق مستقبلها وحياتها ومصيرها، لذلك وجب علينا العمل في مجال التأهيل النفسي للفتيات والفتيان أن المرأة هي جزء مكمل للرجل في العمل والمناشط المختلفة وأنه لها دور كبير في النهوض بالمجتمع والعمل على تعزيز مكانة الوطن في هذا العطاء والنماء.
وأضافت “أن كل أسرة يجب أن تعمل على تربية أبنائهاعلى المساواة في الفرص والعمل بينهم البعض، وأن المرأة سوف يكون لها القرار في العمل أو مجال النشاطات التجارية الأخرى وأنه لا يوجد مانع من قيامها بذلك ويجب أن نشجع بناتنا على التفكير الإيجابي فيما يخص مستقبلهن وتحقيق أحلامهن”.
وفي نهاية الندوة، كرمت جمعية “إعلاميون” ممثلة في الدكتورة فايزة الحربي عضو مجلس إدارة الجمعية، وجمعية الأسر الاقتصادية ممثلة في الأستاذة لطيفة البازعي عضو مجلس إدارة الجمعية، المتحدثات في ندوة “واقع تمكين المرأة السعودية”، التي تحدثت فيها كلٌ من: الدكتورة/ نوف بنت سعد النصار عضو جمعية “إعلاميون” عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود، الأستاذة/ تغريد بنت إبراهيم الطاسان عضو جمعية “إعلاميون” وكاتبة في صحيفة الوطن، والأستاذة/ نورة بنت نجر العتيبي عضو الجمعية العمومية لجمعية الأسر الاقتصادية ورئيس مجلس ادارة مساحات العمل المشتركة (ألورهب)، ومدير الندوة الزميلة الأستاذة/ نادين البدير عضو جمعية “إعلاميون”.
كما تم تكريم عضو مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” المصورة الفوتغرافية الأستاذة أماني بنت يحيى القحطاني، عضو جمعية “إعلاميون” الفنانة التشكيلية الأستاذة مها بنت سعود الكافي، وعدد من مستفيدات جمعية الأسر الاقتصادية، وهنّ: الأستاذة شهد بنت حسن جميمي، الأستاذة منيره بنت عبد الله المزيرعي، الأستاذة جزوى بنت مرزوق اليامي، والزميلة الإعلامية الأستاذة نوف عبد الله، نظير تقديمها ندوة “واقع تمكين المرأة السعودية” بمناسبة (الرياض عاصمة المرأة العربية 2020).