عبدالرحمن العامري

شوارعنا وأجهزة الرصد الذكية !

تشرق شمس الحياة في كل صباح؛ لتبدأ مع إشراقها رحلة السير اليومية نحو مقرات أعمالنا وقضاء احتياجاتنا؛ حيث ننطلق بسياراتنا، وعلى ملامحنا ابتسامة تجعل الحياة أكثر فرحة وسرور إلا أنه سرعان ما تزول تلك الابتسامة مع أول حفرة تمر عليها مركباتنا فتبدأ بعدها بالاهتزاز يمينًا ويسارًا بسبب تلك الحفر التي لاتُعد ولا تحصى في شوارعنا.

حيث أصبحت تلك الحفر والهبوط والارتفاعات وفتحات الصرف الصحي والمطبات من الظواهر السلبية في معظم شوارعنا فلا تكاد تخلو مدينة أو محافظة من عمليات فتح بطون الشوارع من قبل شركات الخدمات؛ لتتحول بعدها لحفر وندوب مشوهة رغم كل عمليات الترقيع والتجميل بل تصبح مصائد للمركبات، فينتج عنها العديد من الحوادث والوفيات.
ومن هذا المبدأ؛ فإن الهدر المالي الذي تسببه تلك الحفر والتشققات يكلف المواطن مبالغًا مالية طائلة لإصلاح مركبته مما يجعلنا نتساءل عن نجاح تطبيق المرور لقراره الجديد الذي ينص على فرض غرامات عند الخروج عن المسارات، والذي بدأ سريانه مؤخرًا، وكل ذلك يجعلنا نتساءل عشرات الأسئلة حول هذا القرار وهل تمت دراسته بشكل جيد قبل تطبيقه أم أنه قرار في ظاهره الرحمة وباطنه العذاب !
فماذا لو حاول السائق تفادي إحدى تلك الحفر المنتشرة في معظم شوارعنا أو إحدى بالوعات الصرف الصحي المكشوفة، وانحرف عن مساره، وصادته شباك تلك الكاميرات فعلى من ستطبق الغرامة هل ستطبق على السائق المغلوب على أمره أم على تلك الحفرة القابعة وسط الطريق ؟!
وكيف يتصرف السائق في حالة تجمع المياه في بعض الشوارع بعد نزول الأمطار هل يغامر بنفسه وسيارته من أجل البقاء في نفس المسار أم أنه ينحرف عن مساره، ويبتسم للكاميرا حتى لا تظهر صورته عند التقاطها وهو عابس الوجه مقطب الجبين ؟!
أم أنه يجب علينا حتى تسلم جيوبنا من الغرامات الالتحاق بدورات في المواصفات والمقاييس؛ لنتابع كل ما تقوم به الأمانات والشركات من أعمال للبنى التحية في الشوارع، ومشاركتهم ردم تلك الحفر، وإصلاحها والقيام بأعمال تطوعية في كل المدن والمحافظات.
وأخيرًا فنحن لا ندري ماذا نعمل، وكيف نتصرف بعد هذا القرار فالحفر أمامنا تتصيدنا والكاميرات من حولنا ترصدنا فكان من الأجدر قبل تطبيق هذا القرار تهيئة شوارعنا، وطرقنا السريعة؛ لتواكب مثل هذه القرارات قبل أن تدخل حيز التنفيذ فنحن ما زلنا نعيش واقعًا مؤلمًا نشاهده صباحًا مساءً في شوارعنا في كافة مناطق ومحافظات المملكة رغم كل ما تصرفه الدولة رعاها الله على هذه الطرق من ملايين الريالات في كل ميزانية.

وخزة قلم:
قاتل الله الشوارع والحفر
بددت أموالنا رغم الحذر !

Related Articles

2 Comments

  1. حياك الله يا أستاذ عبدالرحمن ..
    مقالك يحرك المواجع !!
    ولكن عندي اقتراح ، علينا بالسياكل وبيع سياراتنا ، حتى نسلم من جميع الموبقات ، هذا هو الحل الأسلم والأبسط ، وسلامتك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button