أصبحت المسؤولية المجتمعية ضرورة ملحة في مجتمعاتنا المعاصرة، وخصوصًا مع التطورات الكبيرة التي يشهدها المجتمع من الانفجار السكاني؛ وتوسع الخدمات والمشكلات البيئية والصحية وغيرها من تبعات التطور والنمو، ويقع على عاتق الأفراد والمنظمات مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعاتهم، ولن يتحقق التكامل الاجتماعي إلاّ بتضافر الجهود وتكاتفها؛ حيث إنه يجب على الجميع أن يكونوا أفرادًا فاعلين، ويستشعر كل فرد مسؤوليته عن نماء ورخاء مجتمعه.
وجاءت رؤية المملكة العربية السعودية 2030، لتضع المسؤولية الاجتماعية ضمن أبرز توجهاتها، واعتبرتها بمثابة التزام أخلاقي من المؤسسات نحو المجتمع، يتمثل في تقديم الخدمات، والمساهمة في القضاء على المشكلات التي يُعاني منها، تحقيقًا لمبدأ إسلامي عريق، وهو التكافل الاجتماعي الذي بدوره يضمن استقرار المجتمع، ويحقق توازنه، كما أنه من أهداف رؤية المملكة الوصول إلى مليون متطوع بحلول عام 2030؛ لذا يجب على جميع أفراد المجتمع استشعار هذه المسؤولية الاجتماعية تجاه وطنهم، والسعي في تحقيق هذا الهدف السامي.
وانطلاقًا من أدوار المؤسسات الحكومية والخاصة في المساهمة؛ لتحقيق أهداف الرؤية، فقد وضعت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية منصة إلكترونية؛ لتسجيل المتطوعين من كافة شرائح المجتمع بطريقة ميسرة؛ لإثراء الوطن بمنجزات أفراده، وبث روح العطاء والبذل.
وبما أن المؤسسات التعليمية أحد أهم الركائز التي تُسهم في بناء المجتمع؛ حيث من خلالها يتم توجيه سلوك الأفراد نحو مبادئ راسخة وقيم جوهرية؛ ليكونوا على قدر من المسؤولية تجاه مجتمعهم، فإننا نجد العديد من المؤسسات التعليمية تقوم بأدوار كبيرة في سبيل تعزيز مفاهيم المسؤولية الاجتماعية والتطوع من خلال البرامج والمبادرات التي تقدمها، ومن هنا نوجه لها رسالة لها أن عليها يُعلق المجتمع آماله لتحقيق أهداف الرؤية، من خلال حث منسوبيها على التسجيل في منصة العمل التطوعي التابعة لوزارة الموارد البشرية، فكل فرد في المنظمة يُشكل فارق في الوصول الى مليون متطوع.
——————-
أستاذ الإدارة التربوية والتخطيط المشارك بجامعة أم القرى