على أعتاب عام جديد ونهاية عام ثقيل جدًّا على الجميع قلب فيه فايروس كورونا الموازين وأحدث تغييرات كثيرة على حياة الأفراد والمجتمعات، عام نجحت فيه حكومات وفشلت أخرى، عام جعل المدرسة تذهب للطالب بدلًا من أن يذهب هو إليها، خسر فيه الكثير من التجار والشركات فيما ربح القليل منهم أرباحًا قياسية. ثم تلوح بارقة الأمل، وتعلن الحكومات والشركات وتتهافت وسائل الإعلام المختلفة لتغطية الحدث الأهم لهذا العام ألا وهو اكتشاف التطعيم لهذا الفايروس، وبعد أن أخذ التطعيم الإجراءات العلمية والطبية لإقراره وإعطائه للبشر تم الإعلان ولله الحمد عن وصول اللقاح لبعض الدول، ومنها دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية؛ حيث أعلن د. محمد العبدالعال المتحدث الرسمي باسم الصحة أن هناك آلية للتسجيل سيتم العمل بها لأخذ لقاح فايروس كورونا قريبًا، في الوقت نفسه ومن فضل الله ورحمته تناقصت لدينا حالات الإصابة بالفايروس، وأظهرت الأرقام أن التناقص مستمر. وقد تسابقت الدول لشراء اللقاح لتطعيم شعوبها، وأعلنت بعض الدول أنها ستكون الأولى في شرائه؛ وكأنه مضمارٌ للتسابق .
وهنا يتبادر السؤال وينطرح على طاولة أهل الاختصاص وهو أيهما الأفضل التريث أم الاستعجال في أخذ التطعيم، ورغم أنني لست متخصصًا ولكنني أتحدث عقلًا ومنطقا ففي ظل تناقص أعداد الإصابات لدينا وارتفاع حالات التعافي، وبما أن بعض الدول بدأت في إعطاء التطعيم وإننا أصبحنا بعيدين إلى حدٍ ما عن أي ضغوط قد تدفع بنا لسرعة أخذ التطعيم؛ فإنني أرى التريث بضعة أشهر؛ لتظهر نتائج إعطاء التطعيم ونتائج الدراسات المستمرة سيما، وأن هناك دولًا كثيرة لم تبادر بعد في أخذ التطعيم .
كما أن هناك ثلاث شركات عالمية أو أكثر أعلنت عن تطعيم خاص بها مما يجعل تجربة تلك التطعيمات على البشر تبين أي هذه التطعيمات هو الأفضل والأكثر مفعولًا وأقل ضررًا ومضاعفات .
الأمر الذي قد يكون فيه التريث هو الخيار الأمثل، وسبق أن قيل في المثل العامي: (خيار الناس من شاف التجربة في غيره).
وفي الختام أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمولاي خادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- ولكل المسؤولين في هذا الجانب لحرصهم على سلامة المواطنين والمقيمين على ثراء هذه الأرض الطاهرة، سائلًا الله السلامة والعافية لشعبنا الحبيب ولشعوب العالم كافة .