المقالات

يا أهل الضوء

يجب علينا أن نتحلّى بأدب التخاطب، وأن نحذر من أقوالنا قبل أفعالنا، وأن نعيّ جيدًا مدى أهمية ألاّ نتكلم بغير الكلام الطيب الحسن، كما أمرنا الله سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة في محكم التنزيل، والحث على قول الكلمة الطيبة، والتي هي أحسن.

فعلينا أن نحذر من أن ننطق بما يجرح مشاعر الآخرين، يقترن ذلك في صُلب أخلاقنا، وفي تعاملاتنا وحواراتنا، وحيث إن للكلمة تأثيرًا قويًّا في النفس البشرية؛ فإن على كل واحدٍ مِنّا أن يقول خيرًا أو يصمت، أن يُمسك عليه لسانه، ولا ينطق إلّا بالصدق، والحق، والطيب، واللين.

كم من بيوتٍ هُدمت بسبب كلمة، وكم أبناء خسروا بِرّ لأمهاتهم وآبائهم، وكم نفوسًا حُطمت بسبب أشخاص ينطقون بالكلمة، ولا يلقون لها بالاً، يجب أن نُراعي ظروف الآخرين، ومستواهم الفكري والنفسي، ننصح من يحتاج للنصيحة، ونشكر من يستحق الشكر، ونشجع لرفع المعنويات، ونشد الأزر بالكلام الإيجابي، وندعو إلى الخير دائمًا.
حتى وإن سمعنا السيئ من القول، لا نخوض في مثله، ولا ننساق إلى جادته، ولا نسمح ونرضى باستمراره، بل نرفع من مستوى الكلمات وننتقي أرقى العِبارات، ونلفظ الطيب من القول حتى يكون للحديث متعة، ولا نكون ممن ينم، أو يغتاب، أو يسخر، أو ينبز بالألقاب، أو يُشبه غيره بتشبيهات لا أساس لها، وما أنزل الله بها من سلطان.
خرج عمر بن الخطاب في المدينة ليلًا فرأى نارًا موقده؛ فأراد أن ينادي مَن عندها، وكره أن يقول يا أهلَ النار، فقال: يا أهل الضوء.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button