أحمد حلبي

عيسى عنقاوي الفلاش الذي غاب

قبل أن أضع ورقي وأمسك بذراعي، وجدت أحرفي تتسابق نحو كلماتي لتسطر بنبضات الفؤاد حبر القلم، ما يحمله القلب تجاه السيد، عيسى عنقاوي ـ يرحمه الله ـ، الذي غيّبه الموت صباح اليوم السبت، تاركًا فراغًا كبيرًا لدى محبيه، من أقارب وزملاء وأصدقاء.

والسيد عيسى ـ يرحمه الله ـ الذي تشرفت بالالتقاء به أكثر من مرة كان آخرها قبل نحو شهر، وجدت فيه الحرص الشديد على مساعدة الآخرين، ودعم الشباب والناشئة، وكانت له وقفات صادقة مع المطوفين جميعًا، وكان ـ يرحمه الله ـ من الحريصين على بحث سبل ووسائل؛ لتعويضهم من أضرار موسم الحج الماضي 1441هـ.

وإن كانت جمعية الثقافة والفنون بجدة، قد كرّمته كرائد من رواد التصوير الفوتوغرافي، فإن هذا التكريم جاء وفاء من الجمعية للفنانين الذين قدموا خدماتهم للوطن، فهو حاصل على لقب صاحب العمل المميز من قبل الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي، كما قلّد وسام ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس المؤسس لرابطة الأخوة والتعاون والصداقة المغربية التونسية خلال المهرجان الدولي الأول للتصوير الفوتوغرافي والذي عقد بالرباط، ومنسق الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي، وممثل الجمعية الأمريكية الفوتوغرافية؛ إضافة إلى عضويته الفخرية لعدد من الجمعيات.

ومثّل السيد/ عيسى عنقاوي ـ يرحمه الله ـ المملكة في العديد من المؤتمرات والندوة، في كل من أمريكا، فرنسا، بريطانيا، فنلندا، السويد، أمريكا الجنوبية، سويسرا.

وأقام أربعة معارض شخصية في كل من: جدة، ودمشق، والقاهرة، ومكة المكرمة، وشارك في نحو خمسين معرضًا جماعيًّا داخل المملكة، إضافة إلى مشاركته الخارجية في كل من (اندورا، شنزهن، ثون، مدريد، براتو، صلالة).

وكُرم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد ـ يرحمه الله ـ الرئيس العام لرعاية الشباب لحصوله على مركز متقدم في ”مسابقة شنزهن” خلال مؤتمر الاتحاد الدولي الذي أقيم بالصين.

كما كرّم من قبل الجمعية السعودية للثقافة والفنون لحصوله على دبلوم المركز العالمي للترجمة الذاتية بمدينة كامبردج بإنجلترا، كما شارك في التحكيم لعدد من المسابقات الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي، كما اقتنى عددٌ من المهتمين بالحركة الفنية عددًا من أعماله، كما أهدى العديد من أعماله لبعض الفنانين ومحبي التصوير الفوتوغرافي، وعدد من أصدقائه بعد استعراض لجزء من سيرته الغنية بالأعمال الزاهرة بالعطاء.

وتقديرًا لأعماله ومنجزاته كرمه المنتدى الثقافي للشيخ محمد صالح باشراحيل “يرحمه الله” ‏ قبل نحو عامين وتحديدًا في 20 رجب 1440ﻫـ، ليس لكونه فوتوغرافيًّا فقط، بل لأنه واحد من أبناء مكة المكرمة الذين رسموا البسمة على الشفاه، ومسحوا دموع الأيتام، منذ أن كان يسكن بحي سوق الليل، الذي بدأ منه حياته العلمية والعملية، واستطاع بجده واجتهاده أن يصل إلى ما وصل إليه.

رحم الله السيد / عيسى عنقاوي، وأسكنه فسيح جناته، وغفر له..

أحمد صالح حلبي

كاتب مهتم بشؤون الحج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى