نسمع، ونرى بين الفينة والأخرى في المناسبات الاجتماعية، وعلى رؤوس الأشهاد من يأخذ زمام المبادرة ويمسك “بالمايك”؛ ليروي قصة مفادها مآثر المسؤول الذي “وظّف” ابنه أو ابنته دون الالتفات لمعايير المفاضلة والكفاءة التي تُنادي بها رؤية 2030.
مما يجعل البعض من الحضور يهلل ويُكبر من هول تلك القصة المقتضبة التي رواها أحدهم حينما كان يصول ويجول بين أروقة إدارة ومكتب ذلك المسؤول البطل، وأن معيار المفاضلة في تلك الوظيفة “اللؤطة” التي “ظفر بها” كانت بسبب توصية من “فلان بن فلان” أو قصيدة عصماء كُتبت بماء الوجه تمجد قبيلته أو آباءه وأجداده وعائلته التي ينتمي إليها حتى لو كان لايتذكر ولا يعرف عن تاريخهم شيئًا.
هنا يشعر من لا يملك الجرأة على المسؤول، ولا يعرف طريقًا للوصول إليه بالحيرة، والحسرة، والندم عله يجد يومًا ريح مسؤول؛ ليمجده لقبول غير مشروط.
لاشك أن ماتبذله الدولة -رعاها الله- في مكافحة الفساد يُشار له بالبنان، وباعتقادي أن من “يروي” تلك القصة البطولية على الملأ ليس في منأى عن عين الرقابة والمساءلة على تلك السلوكيات التي تعطي صورة ذهنية للمجتمع أن القبول من تحت الطاولة يُعدّ ضربًا من ضروب “النخوة والمروءة والمرجلة”، وأنك بقصيدة عصماء أو مسؤول “قريب” تستطيع أن تتجاوز أعلى معايير المفاضلة طبيًّا ونفسيًّا، وجسديًّا ودراسيًّا؛ لتصبح “صاغ سليم” لا يعتريك شيئًا حتى لو كنت لا تستطيع الوقوف على الأرض، وقد يتغير مجرى حياتك بين عشية وضُحاها حتى لو كنت “لا تفك الحرف” وما سوى ذلك عليك أن تنتظر أن يبتسم لك الحظ.. أو تلقي عليه نكتة.
ومن عاش بالحيلة مات بالفقر ..