د. جرمان الشهري

ستة يناير

يفصلنا عن تاريخ ستة يناير أقل من مائة ساعة، وفي ذلك التاريخ سيصادق الكونجرس على تصويت المجلس الانتخابي الذي صوت لصالح بايدن ..
ومع سرعة العد التنازلي للوصول إلى ذلك التاريخ، توترت أجواء منطقة الشرق الأوسط، جراء التهديدات النارية المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، الطرفان يتوعدان ويهددان، وكل طرف يتحدى الآخر بحذر، فكلاهما ينتظر الآخر لإشعال فتيل الحرب والبدء بالمعركة ..
أمريكا تقول: (لانريد الحرب ضد إيران، ولكن نحذر إيران من أن تختبر صبر أمريكا)
وإيران تقول: (أمريكا تحاول اختلاق مبررات لشن حرب ضد إيران، ولو حصل ذلك سيكون الرد الإيراني حاسمًا وقويًّا وموسعًا) هذه التصريحات النارية بين الطرفين لم تتجاوز الحناجر حتى الآن، ولا أظنها إلا تهديدات كلامية لا أقل ولا أكثر، وهذه التهديدات ليست جديدة بين أمريكا وإيران، فهي قديمة جديدة، ومع كل مناسبة أو حدث تتجدد لهجة التهديدات من جديد ..
التهديدات الحالية لها أسبابها وظروفها وتوقيتاتها، فهي ناشئة عن اغتيال أمريكا لقاسم سليماني ومحسن فخري زاده، وتوقيتها جاء في مرحلة خسارة ترامب رئاسة الفترة الثانية وفوز بايدن، وهنا مربط الفرس ..
فترامب يريد تعكير أجواء بايدن الرئاسية القادمة في بدايتها، وإيران لاتريد المسار في هذا الطريق لأملها في العودة إلى الاتفاق النووي في عهد بايدن ..
ولهذا فإن التهديدات من الجانبين سياسية أكثر من كونها عسكرية، وهذا الموقف هو الذي سيبقي هذه التصعيدات والتوترات في إطار فكلها السياسي دون أن تتجاوزه إلى المعترك العسكري ..
وبمعنى أدق، لن تحدث أي حرب بين أمريكا وإيران مهما تعالت نبرة التهديدات، وإن حصل أي شيء من هذا القبيل، فسيكون اغتيال شخصيات أخرى إيرانية، أو ضربة محدودة من أجل تسجيل هدف في الوقت بدل الضائع، وإثبات الوجود من قبل ترامب قبل مغادرته للبيت الأبيض، فليس من المعقول أن تتورط الولايات المتحدة الأمريكية في حرب جديدة في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تسحب فيه قواتها من بؤر الصراع في كل من الشرق الأوسط وأفغانستان !!
وقبل الختام أود التأكيد بأنه لا أحد إطلاقًا يتمنى أن تندلع الحرب في هذه الظروف الصعبة؛ لأن الجميع دون استثناء سيناله جزء من الخسارة.

Related Articles

4 Comments

  1. امريكا ورطة نفسها بالدخول للشرق الأوسط في أفغانستان والعراق رغم قوتها لكن سياستها الخاطئة انهكتها مع العلم أنها قوة عظمى ولا يستهان بها لكن هناك من ينتظر سقوطها وكلنا نعرف وأمريكا لن تضحي وتجعل من نفسها طعم على يد إيران حتى لا تقوم الحرب العالمية الثالثه فالكل لا يريد قيامها لأنه سوف يتغير كل شي وستظهر قوة أخرى ترامب يخطط لمصلحته الشخصية في إدامة فترة حكمه لكن كما قلت يادكتور أيران ضعيفه أمام قوة عظمى وأمريكا تفضل الحرب الباردة ضد إيران بدلا من جعل نفسها طعم لدول عظمى قادمه في حال نشوب الحرب .. نسأل الله العظيم أن يبعد عنا الحروب ويحفظ علينا نعمه التي لا تعد ولا تحصى وان يديم علينا الأمن والأمان ❤?

  2. السياسة الامريكية تجاه ايران متفاوته من رئيس لآخر مابين تهديد ووعيد ومابين تقارب وفي الأخير كلها حرب كلاميه وعلى ارض الواقع لاشئ .

  3. الأخوان الكريمان ، أحمد الزهراني وعبدالله بن عيد ، أشكر لكما هذا المرور العطر ، والإضافة القيمة التي تثري المقال ..
    تبقى حوالي ٤٨ ساعة عن ساعة الصفر التي ستنتهي معها هذه الزوبعة (( الترامبية ) فهدف ترامب من كل هذا التوتر هو الضغط والتأثير على التصديق على نتائج الانتخابات يوم الأربعاء القادم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button