عبدالله غريب

انطلاقتان جديدتان للقمة الخليجية ( 41 )

تعيش المملكة العربية السعودية ومنطقة العلا بالذات يوما استثنائيا اليوم الثلاثاء الموافق للخامس من يناير 2021م هذا العام استثنائيا بالنسبة للمملكة بأن تجتمع فيه انطلاقتان جديدتان الأولى تتمثل في المصالحة الخليجية بين الأشقاء الذين تربطهم أواصر الدين والعروبة والجوار والمصالح المشتركة وهي الانطلاقة التي ستعيد المياه العذبة لمساربها بين هذه الدول التي ترتبط بمجلس التعاون الخليجي منذ أربعة عقود شهدت خلالها الكثير من الإنجازات في محيطها الإقليمي والعربي والدولي ثم تأتي الانطلاقة الثانية التي تخص المملكة العربية السعودية على يد ملكها سلمان وسمو ولي عهده الأمين والتي بها تضع السعودية العظمى حجر الأساس وأولى لبنات الخطة التي يشرف على تنفيذها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – يحفظهما الله – لرؤية المملكة 2030 م وبهذا اليوم سيكون للشقيقة الكويت القدح المعلى في التنسيق بين الدول التي شهدت علاقاتها فتورا كان منشأه اختلاف في وجهات النظر في عدد من القضايا السياسية والتي تنجلي اليوم بتحقيق هذه المصالحة التي تعيد الأمور لسابق عهدها من اللحمة الخليجية بين قادة وحكومات هذه الدول المؤثرة في المشهد السياسي والاقتصادي على كافة الصعد والذي سيتيح لشعوب هذه الدول التواصل والتنقل وخاصة بعد أن تم فتح الحدود بين المملكة العربية السعودية وبين دولة قطر فيما يتطلع شعوب المنطقة إلى فتح جميع الحدود بين بلدان دول الخليج التي كانت مغلقة بسبب الظروف الاستثنائية السابقة ولعل ما قامت به السعودية من فتح منافذها يكون سبيلا للشقيقات الأخرى لأن تنهج نفس هذا النهج في منظومة هذه الدول ومعها الشقيقة مصر وجميعها مهمة على خارطة العالم .

يستقبل البيت الخليجي هذه الأخبار وهذه المصالحة بواسع التفاؤل الذي رسمته قيادات هذه البلدان من خلال لم الشمل والعفو عما مضى وعدم الالتفات للوراء بقدر ما تكون النظرة للمستقبل الواعد لاسيما وأن العالم في هذه الأيام ينتظر بيتا رئاسيا جديدا في الولايات المتحدة الأمريكية التي تربطها بهذه الدول روابط تاريخية ومصالح سياسية واقتصادية وتحالفات استراتيجية مهما حصل من تجاذبات بين أقطاب العالم تظل هذه العلاقات رصينة تنطلق من قاعدة صلبة وبالذات بين السعودية وأمريكا لا تتغير بتغير من يسكن البيت الأبيض سواء من الجمهوريين أو الديموقراطيين فهناك مركز ثقل إسلامي وعربي وخليجي يوثق به يتمثل في القطب السعودي الذي تثق فيه أمريكا ورؤساؤها السابقين والحالي والقادم يتكئ على مبادئ هامة يقع في مقدمتها المحافظة على هذه العلاقات المميزة بالاحترام المتبادل وتوحيد الرؤى في سبيل الحياة الهادئة لدول وشعوب المنطقة ونبذ التطرف واستئصال بؤر الإرهاب ومطاردة الجهات التي تغذيهما مؤسسات وجهات كانت أو أفراد وهذا ما حقق للمملكة العربية السعودية شهرة عالمية بعد أن قامت بواجبها بضربات استباقية للمجرمين من جهة ومعاقبة من يقوم على إشعال الفتن وتقديمهم للعدالة السعودية من خلال التنسيق بين الدول التي تهتم بهذه الملفات عربيا وإسلاميا وعالميا مما جعل لها مكانة في أكبر تجمعات دولية وعلى رأسها دول العشرين الذي تبقى السعودية واسطة عقده العربي والإسلامي .

أمام القمة الخليجية ( 41 ) الاستثنائية في وقتها وظروفها الإقليمية والعربية والعالمية وأمامها ملفات لن نقول شائكة لثقتنا بأن ملك الحزم والعزم ملك الإنسانية وعضده أمير الشباب والطموح والرؤى الثاقبة بأنها ستحقق الكثير من الأهداف التي تحقق لم الشمل والتضامن وتحقيق المصالح العليا لمجلس التعاون الخليجي وفقا لرؤية سمو ولي العهد السعودي والذي سيصب في ردم جميع الملفات المختلف عليها سابقا بفتح صفحات جديدة من خلال هذه القمة الخليجية التي سيعقبها بالتأكيد زيارات بين قادة هذه الدول وعودة للحمة بين شعوب المنطقة مما سيعزز العلاقات الثنائية والجماعية بين هذه البلدان التي تتقاسم مجموعة من المصالح التي تربطها بالعالم الخارجي ومحيطها العربي من الماء إلى الماء والبحث عن معالجة ملفات أخرى لأعداء ليسوا افتراضيين بل أعداء ظاهرين يسعون لبث الفرقة بين دول الخليج ستلقمهم هذه القمة حجرا وتعيد الذاكرة مؤكدة أن خليجنا واحد وموحد وأن ما حدث يعتبر سحابة صيف ما لبثت أن انقشعت على أيدي الأخيار وفي مقدمتهم الشيخ صباح الجابر الصباح أمير الكويت الراحل – يرحمه الله – الذي بوساطته أعاد ما بدأ عليه مجلس التعاون عندما انطلقت فكرته من أمير الكويت الأسبق الشيخ جابر الأحمد الصباح – يرحمه الله – صاحب فكرة إنشاء هذا المجلس عام 1981م أثناء الاجتماع بدولة الإمارات الشقيقة واتخذ من المملكة العربية السعودية ومن عاصمة القلوب ” الرياض ” مقرا له إذا واصل الجهود الخيّرة سمو أمير الكويت الحالي سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح ما بدأها الأمير السلف وبشراكة من الضامن الأمريكي الذي سيحضر هذه القمة الخليجية التي أحيت الأمل من جديد في روح هذا التجمع المتميز .

ولعل من الأهم في هذه القمة أنها أفشلت مخططات الدول التي كانت تمارس النفاق وتحاول تلعب دورا فاشيا وهي تبث الفرقة بين دول هذه المنطقة واليوم حق لها أن تتوارى خلف صلابة هذا المجلس وعودته القوية من مركز القوة ” السعودية العظمى ” مأرز الحكمة والروية والتعقل والثقة والتسامح الذي سوف يخرس كل الألسن المسمومة ولعل من الآتي أوانه في هذه الظروف واستكمالا للمنجزات التي تحققت على مستوى هذه الدول والمصالح البينية المتميزة بينها بأن يتطلع شعوب المنطقة لقرارات جديدة فرية تصب في مصلحة هذه شعوب وبلدانها وإعادة بعض الآمال التي توقفت بسبب الجائحة العالمية وانصراف البلدان لما هو أهم المتمثل في متابعة صحة شعوبها من جراء جائحة ” كورونا ” التي تسببت في أضرار اقتصادية واجتماعية وسياسية ربما على الخارطة العالمية إلا أنها شهدت تحالفات جديدة ليست بمعزل عن الحياة السياسية ومبادئ احترام الشؤون الداخلية لكل دولة والتعايش السلمي الذي ينبذ جميع ما يدعو للتطرف وإقصاء الآخر ومحاولة السمو بالأخلاق إلى مبدأ الإنسانية التي تدعو لها جميع الأديان السماوية وعلى رأسها الإسلام الذي نشر رسالة نبي الرحمة الذي أرسله الله إلى الناس كافة .

انعطاف قلم :

ونحن نعيش فرحة لم شمل البيت الخليجي من خلال القمة (41) لمجلس التعاون نتطلع جميعا لإعلام عام نزيه يجمع ولا يفرق يحافظ على مكتسبات هذا التعاون يلغي فكرة تمجيد الآخر على حساب الحاضر نتطلع لإيجاد ميثاق إعلامي جديد من خلال اجتماع وزاري إعلامي يعيد تخطيط خارطة البرامج الإعلامية المرئية والإذاعية والصحفية وأن يكون هذا التخطيط لصالح دول الخليج بعيدا عن تحقيق أهداف الأعداء من خلال بعض القنوات الفضائية المأجورة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى