لم يكن مستغربًا إعلان سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة فوز معالي الأستاذ عادل بن أحمد الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء بجائزة الاعتدال للعام 2020م.
حيث إن “جهودَه التي مثّلت المملكة في المحافل الدولية استندت إلى مبدأ الاعتدال السعودي في السياسة الخارجية، والتي عزَّز من خلالها صورة ذهنية إيجابية عن المملكة قيادة وشعبًا جوهرها التسامحُ والطرحُ الفكري والسياسي المعتدلُ في كافة المحافل الدولية”، الأمر الذي جعل جهود معاليه تتقاطع -كما ذكر سمو الأمير خالد الفيصل- مع أحد أهم أهداف الجائزة، وهو إبراز الصورة الحقيقية والوجه الحضاري للمملكة في المحافل الدولية.
نقول: لم يكن مستغربًا هذا الفوزُ المشرِّفُ لمعاليه.. وقد مزجَ الدبلوماسيةَ بالوسطيةِ والاعتدال، فمعاليه ينتسبُ لعائلة مرموقةٍ ومحافِظةٍ في مدينة المجمعة، حيث تعلّم من والده أحمد بن محمد بن عثمان الجبير الملحق الثقافي في سفارة المملكة بألمانيا ولبنان واليمن، ومن عمّه الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير -رحمه الله- الذي كان رئيسًا لديوان المظالم، ووزيرًا للعدل، وعضوًا في هيئة كبار العلماء، ورئيسًا لمجلس الشورى.
كما أن معاليه يحمل من المؤهلات العلمية ما يجعله جديرًا بوصف “دبلوماسي الاعتدال”، فهو يحمل البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة شمال تكساس، والماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة جورج تاون بواشنطن؛ إضافة الى إتقانه عدة لغات.
كلنا يتذكَّر هذه الشخصيةَ التي عُرفتْ بطلاقة اللسان وعمق البيان، حيث برز نجمُ معاليه بين أعوام 90-94م بوصفه الناطق باسم السفارة السعودية في واشنطن، ثم بروزه في الوفد الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، كما لفت نظر الكثيرين عام 1991م حين ظهر كمتحدث باسم المملكة في حرب الخليج ثم عضوًا في الوفد الخليجي لمؤتمر السلام في مدريد في نفس العام.
وتجلى بروز معاليه حين تولى وزارة الخارجية بين عامي 2015-2018م، ثم تعيينه وزيرًا للدولة للشؤون الخارجية، عضوًا في مجلس الوزراء، وهو المنصب الذي ما زال به حتى الآن.
لقد أثبت الجبير أن الدبلوماسية هي الوجه الآخر للإعلام الخارجي، خاصة إذا استطاع الدبلوماسي بمرونته وثقافته واعتداله أن يقع كلامه في قلب وعقل الآخر فيقنعه بوجهة نظر بلاده ليُظهر صورتها الحقيقية، ويزيل ما ران عليها من غبار الإساءات المغرضة، حاملًا رسالة السلام والتسامح الى العالم قاطبة.
إن معالي الأستاذ عادل الجبير قدَّم الوجه المشرق للمملكة عبر (الدبلوماسية الناعمة) مُبرزًا صورة بلادنا الناصعة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر التي أصاب المملكة فيها كثيرٌ من الاتهامات الباطلة، فكان الجبير أحد الذين انبروا للدفاع عن بلادهم، نافيًّا صفة الإرهاب التي وُصمتْ بها، وما زلنا نذكر عبارته الشهيرة التي قال فيها: “وطننُا تعرّض للأذى بصورة غير عادلة، نحن نؤمن بأننا تعرَّضنا لانتقادات لا نستحقُّها”.
نبارك لمعالي الوزير الجبير هذا الفوز المستحق، ونسأل الله له مزيدًا من التألق والعطاء.
أحسنت يا معالي الدكتور في تقديم هذه الشخصية بما تستحقه من تقدير واشادة بأعماله وانجازاته مما غير كثيرا من مواقف بعض الدول غير المنصفة في وصم بلاد الحرمين بأمور بعيدة عن الحقيقة .