يُعد مجلس التعاون لدول الخليج العربية أحد أكبر المنظومات الإقليمية؛ حيث دشّن منذ أربعة عقود، و تحقق من خلاله الكثير من الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لدوله الست، التي يجمعها التقارب الجغرافي والسياسي والثقافي والاجتماعي في ظل ديننا الإسلامي الخالد، وتحت راية أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
فعلى مدى تلك السنون من إنشاء هذا المجلس ظل أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس على مبدأ واحد يدعون من خلاله إلى تعزيز الترابط بين دول المجلس وَفْق أسس متينة تؤمّن حياة شعوبها ومقدرات منطقتها إلى جانب الحفاظ على أن تكون علاقات دول المجلس مع جميع دول المنطقة قائمة على مبادئ حسن الجوار والتفاهم والاحترام المتبادل لسيادة واستقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام مبدأ المواطنة وذلك في إطار ما يجمع شعوب المنطقة من وشائج الأخوة علاوة على اهتمام القادة بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والنهوض بقدرات وكفاءة مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال سعيًّا نحو التقدم والرقي المنشود.
وفي إطار تكوين هذا التكامل وتأكيد وحدة الرأي الخليجي انعقدت قمة مجلس التعاون الخليجي هذا العام في ظل ظروف تعصف بمنطقة الخليج العربي، وتُشكل تهديدًا صارخًا لدولها نتيجة لتلك التحديات الداخلية والخارجية، فدول المجلس أصبحت مُحاطة بسلسلة «حركات وتيارات»، بات يمثل وجودها تهديدًا خطيرًا على دول المجلس جميعها فقد عانت بعض دول المجلس من بعض الارتدادات السياسية والتدخلات الخارجية على مدى السنوات الماضية إلا أنها سرعان ما استعادت توازنها عبر تعاون الحكام والشعوب بسياسات حكيمة متوازنة أدركت من خلالها الشعوب الخليجية ما يُحاك لها من مصير سيئ، ومحاولة جرها نحو الفشل السياسي والاقتصادي والتشتت الاجتماعي تحت ما أسموه بالربيع العربي المزعوم.
ومن هذا المنطلق فإن هذه القمة تكتسب أهميتها من حيث قراءة المشهد السياسي في المنطقة، والعمل على تأكيد تحقيق الأهداف التي أنشىء من أجلها مجلس التعاون الخليجي؛ تلبية لمصالح شعوب المنطقتين العربية والإسلامية.
فقد بات تصحيح مسار المجلس وإدراك الأخطار التي تهدد دوله ضرورة ملحة لاتخاذ خطوات إيجابية وتصفية المناخ السياسي الخليجي، من أجل قطع الطريق على من يتربص بدول الخليج العربي فلطالما كان الصوت الخليجي متحدًا سياسيًّا ضد أي تحديات تواجه دول المنطقة ففي كل قمة خليجية تُعقد يؤكد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون دعمهم ومساندتهم لأي عمل يعزز لحمة التعاون الخليجي في شتى المجالات.
وأخيرًا فإن ما تحقق ولله الحمد من رأب للصدع الخليجي سيزيد من اللُحمة بين دول الخليج العربي، وستكون صلبة كصلابة جبال العُلا التي عقدت القمة بين قممها الشاهقة، وكلنا أمل في الله -عز وجل- ثم في قادة وحكام المنطقة بأنهم سيمضون في عمل الخطط الإستراتيجية الشاملة؛ وذلك من أجل تعزيز التعاون بين دول الخليج وإيجاد الحلول المناسبة لكل ما من شأنه الرقي والتقدم بشعوب المنطقة داعين الله -عز وجل- أن يعم على الأمتين العربية والإسلامية بالأمن والخير والبركة.
وخزة قلم:
ديمومة هذا المجلس والحرص على بقائه لمواجهة التحديات لن تتحقق إلا برفع شعار: (خليجنا واحد)
ونحن نريد هذا التلاحم الخليجي والوحدة الخليجية
اوجزت مد البجر في سطور واضحة وابدعت في طرحك الجميل والمهم مع احداث الساعة
بارك الله فيك
سلمت اناملك أبا احمد
بارك الله فيك على هذا المقال المميز