المقالات

الوحدة الخليجية قارب النجاة

أشارك أخي الكاتب فى صحيفة “الخليج” البحرينية دكتور نبيل العسومي قوله:
كان المواطن الخليجي يتنقل من بلد إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى؛ وكأنه ينتقل من مدينة إلى أخرى، ومن محافظة إلى أخرى حرًّا طليقًا من دون قيد أو شرط, وكان التكامل والعيش المتداخل بين أبناء الخليج نموذجًا في هذه الرقعة الجغرافية العزيزة, فنجد الواحد يسكن في البحرين كما يسكن في الكويت، وربما يسكن القصيم وأبوظبي أو غيرها من المدن الأخرى، ويتزوج من هنا، ويتزوج من هناك، وله أولاد في هذه المنطقة، وفي المنطقة الأخرى.

هكذا كانت الأمور حتى نهاية الأربعينيات, ولما نشأت الدولة الحديثة، وأصبح لها حدود وجمارك وجوازات لم يمنع ذلك من استمرار هذه الحركة غير المقيدة، واستمر العيش الخليجي المشترك والمحبة المتبادلة، بل واستمر أبناء الخليج يتحركون في هذه المنطقة الواسعة بحثًا عن الرزق والحياة الكريمة.

ولما جاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981م تخيلنا وتمنينا أن يجسّد المجلس هذا الواقع، وأن يقوي هذه اللحمة، ويعززها ويجعل من منطقة الخليج إقليمًا واحدًا موحدًا سياسيًّا واقتصاديًّا؛ وخاصة لكونه موحدًا من الناحية الاجتماعية، والثقافية، والدينية، فمن الناحية الاجتماعية شعوب دول مجلس التعاون ينحدرون من أصول واحدة مشتركة، بل إن القبيلة الواحدة تجدها موزعة على أكثر من بلد خليجي, والدليل على ذلك أن ألقابنا التي هي في الغالب رموز وعنوان للقبائل العربية والعشائر العربية موزعة في أكثر من بلد تعبيرًا عن أخوتنا ومحبتنا وأصولنا المشتركة التي نسجها التاريخ والمجتمع جيلًا بعد جيل, وهذا قوام الوحدة.

ومن الناحية السياسية فإن دول مجلس التعاون في جوهرها وأساسها أنظمة ملكية أو أميرية، وهي ذات بنية سياسية متقاربة متشابهة في مختلف الجوانب، وتوجد علاقة قوية وحميمة بين الشعوب والقيادات، ويربط بينها رباط وثيق من المحبة والولاء والتكامل، ولا يوجد بين الشعوب وقيادتها نفور وصراع مثلما يتوّهم البعض أو يتمناه.

ومن الناحية الدينية والثقافية؛ حيث ينتمي أبناء الخليج إلى الدين الإسلامي الحنيف بكافة تفريعاته ومذاهبه, دين واحد موحد لا يفصل بين معتنقيه أي فاصل، بل حتى وجود الطوائف لم يكن له أثر أبدًا؛ لأن الطائفة لم تظهر في الحقيقة على أرض الواقع إلا بعد ثورة الخميني في إيران عام 1979م عندما حاولت هذه الثورة الخبيثة التفريق بين المذاهب الإسلامية، وإثارة النعرات الطائفية التي لم تكن موجودة.

وهكذا تظل المملكة العربية السعودية قلب العالم العربي والإسلامي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله-.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى