قمة استثنائية، وفرحة خليجية صادقة، ونوايا نقية من كل الأطراف هكذا كان اللقاء الحميمي في قمة مجلس التعاون الخليجي الحادي والأربعين، وهكذا كانت الأصداء واسعة بل إن ترحيب الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد سجلت ترند في أقل من ساعة؛ لأن عبارة “نوّرت السعودية” ذات وقع نفسي رائع، ولها مدلولاتها عند قيادة البلدين، وعند قيادات وسكان منطقة الخليج العربي، ولأن العبارة صادقة وصادرة من القلب إلى القلب.
الخلافات تحصل حتى داخل الأسرة الواحدة في منزل واحد، والموجات السياسية تعصف بالمنطقة، وتضعها دائمًا على صفيح ساخن، وتضع بعض الدول خارج النطاق المتاح جبريًّا، وهذه لُعبة سياسية وفق سيناريو لا يجيد العرب فهمه، بل يجيدون ذلك ولا يستطيعون الفرار منه.
إيران كدولة مسلمة، وتركيا كدولة مسلمة، لو فتحتا قنوات التقارب مع دول الخليج لكان الازدهار والتطور والنماء عنوانًا لحياة هذه الشعوب، لكنهما اختارا سيناريو المشروع الوهمي الذي حول البلدان التي تعاملت معهم للدمار، والتهجير، والضياع، وانعكس ذلك على المناخ العام، ودفع سكان المنطقة ثمن أطماع وتدخلات لا طائل من ورائها، بل ودفعت تركيا وإيران وشعوبهما الثمن غاليًّا.
إيران عشية انعقاد القمة الخليجية قالت لسنا أعداء لجيراننا الخليجيين، وإذا كانت إيران صادقة وترغب في السلام فعليها تعديل سلوكها في المنطقة بالانسحاب من الدول الأربع التي أعلنت سيطرتها على عواصمها، وعليها التوقف عن دعم أذرعها الخونة الذين يحاربون بالنيابة عنها وعندها سيثق الخليجيون في جارتهم إيران، وسيكون التقارب اقتصاديًّا وثقافيًّا ورياضيًّا وسياحيًّا وفي جميع المجالات، أم التقارب العسكري الذي تفرضه إيران وتركيا فلن يحقق لهما أي شيء.
عمومًا فرحة نجاح قمة الخليج فاقت الوصف، وحققت كل الأهداف أهمها إغلاق الشرخ الذي حاولت إيران وتركيا استغلاله، وكانت الأجواء حميمية ورائعة ترجمها ترحيب محمد بن سلمان، وبروزها تميم المجد عبر منصة تويتر قائلًا: “استشعارًا بالمسؤولية التاريخية في هذه اللحظة الفارقة من مسيرة مجلس التعاون وتلبية لآمال شعوبنا، شاركت إلى جانب الأشقاء في قمة “العلا” لرأب الصدع وكلنا أمل بمستقبل أفضل للمنطقة. أشكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية على كرم الاستقبال وأشكر دولة الكويت الشقيقة على جهودها المقدرة، وهذه خطوة رائعة نحو عودة المياه إلى مجاريها”، ولا زال لمجد الروابط الأخوية بقية فترقبوا المزيد لخير شعوب المنطقة.