عندما تحدد المملكة العربية السعودية الزمان والمكان لعقد اجتماع الدورة الحادية والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية المحدد في يوم الثلاثاء 22/5/ 1442هـ الموافق 6/1/2021م، فهي ترسم خارطة طريق لاستشراف المستقبل الذي يصاغ حاضره بجملٍ أقل ما يُقال عنها إنها قواعد راسخة، وبنية تحتية لتشييد المشروع الخليجي الذي يجابه المتغيرات التي أثرت على تركيبة منظومة دول العالم سياسيًّا، واقتصاديًّا، وحضاريًّا .. ولا شك أن وباء فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” لهو الدليل الأوضح والبرهان الجلي على هذه المتغيرات بمختلف صورها وأشكالها.
كم خانتني العبارات، وأنا أنظم الكلمات في حق هذا المجلس الذي عايشناه صغارًا .. وتعلمنا منه طلابًا، واقتدينا بمخرجاته كبارًا .. حيث معاني الوفاء، ووحدة الصف، واتحاد الكلمة التي تحافظ على ديمومة البيت الخليجي .. نعم أشعر بالعجز المبرر بمشاعري كإنسان سعودي خليجي قبل أن أكون إعلاميًّا أنتسب إلى وكالة الأنباء السعودية، التي واكبت تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 21 رجب 1401هـ الموافق 25 مايو 1981م، وأنا أتحدث عن هذه المنظومة الخليجية التي تضم الدول الست التي تتميز بعمق الروابط الدينية والثقافية، والتمازج الاجتماعي بين مواطنيها.
عندما استقبل سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع قادة ورؤساء دول مجلس التعاون، على أرض مملكة الإنسانية، وفي ثنايا محافظة العلا، أعطى رسالة للعالم أن دول الخليج العربي بنية جسدية يصعب استنساخها أو محاكاتها .. فهي الأنموذج الحي للغة الواحدة في التفاهم وتوحيد الرؤى إذا عصفت رياح الاختلاف والتشتت في الرأي؛ حيث يستند هؤلاء القادة على الحكمة ورجاحة العقل والخبرات المتراكمة في إدارة المشهد السياسي، وقيادته نحو بر الأمان .. حتى وإن عانى العالم بأسره من أعباء تغير التركيبة الاقتصادية التي أثرت عليها الظروف الحالية.
هنيئًا لنا بقيادة جمعت بين الحلم والحزم، وحفظكِ الله يا بلادي لتبقين منارة إشعاعٍ يُستضاء بها في ظلمات المتغيرات، وزوابع المشاكل، والاختلافات فيما يظهر على الساحة الدولية .. وحمى الله دولنا الخليجية من كل مكروه.