أسامة زيتوني

نجاح القمة الخليجية نحو مستقبل جديد وزاهر

إن مكانة وثقل المملكة العربية السعودية خليجيًّا وإقليميًّا ودوليًّا، هي مكانة ريادية ثابتة وواضحة، ولا مجال لمقارنتها مع أي دولة أخرى في العالم العربي والإسلامي.. ولا أظن أن هناك إمكانية أو قدرات لأي دولة تمكنها من بلوغ ما بلغته المملكة من دعم للعمل العربي والإسلامي والإنساني.. فهي دار الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي.. وهي التاريخ، والحاضر، والمستقبل ..
إن السياسة والدبلوماسية الحكيمة والعريقة للمملكة، ومكانتها الدينية، والحكمة التي يتمتع بها قادتها، والمبادئ الراسخة والمواقف الثابتة، كل ذلك ساهم في تفعيل دور المملكة في المجموعة الدولية وتبوئها لمكانة مرموقة بينها، وتعزيز الدور المؤثر لها عالميًّا سواءً في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية، واستطاعت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، بفضل الله ثم بحكمته، أن تحتل أحد أهم ركائز الأمن العالمي رغم الأزمات التي يشهدها العالم على مختلف الأصعدة.
ويأتي نجاح هذه القمة الخليجية في ظل الظروف الراهنة التي تشوبها الكثير من المتغيرات والتحديات في المنطقة، ليؤكد من جديد ريادة المملكة ودورها في حفظ الأمن القومي الخليجي، وباعتباره خطًا أحمر لا يقبل أن يمس.
فرغم محاولة العديد من وسائل الإعلام والكيانات المغرضة، للنيل من وحدة دول الخليج بالترويج الى بعض الرؤى الملفقة، والقول بأن ثمة استهداف من قبل بعض دول المنطقة لبعضها الآخر أو لشعوبها أو لمقدراتها، فهو أمر لا يمكن أن يقبله عقل أبدًا، فمنطقة الخليج العربي هي أشبه ما يكون بدولة واحدة، وشعوبها واحدة ويجمعها الدين والنسب والأخوة والمصاهرة، ويضمها مجلس تعاون واحد، لذلك فمصالحها مرتبطة، والأمل معقود -بإذن الله- أن تخرج دول الخليج من القمة الخليجية أقوى من ذي قبل، انطلاقًا من الأهداف السامية لمجلس التعاون، التي نص عليها النظام الأساسي، بتحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات، وصولًا إلى وحدتها، وتعزيز دورها الإقليمي والدولي، والعمل كمجموعة اقتصادية وسياسية واحدة للمساهمة في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والرخاء في المنطقة، ودعم المنظومة الخليجية في مواجهة المتغيرات، وهو ما يأمله الجميع.

ولقد جاءت هذه القمة الخليجية المنعقدة في مدينة العلا السعودية، لتشكل أملًا جديدًا لشعوب الخليج، فهي قمة استثنائية بكل المقاييس، وتُعقد في ظروف حساسة ودقيقة؛ خاصة لأنها خُصصت لمناقشة العديد من الملفات الهامة في المنطقة، كملف الأنشطة الإيرانية التي تستهدف زعزعة الاستقرار بالمنطقة، بالإضافة إلى حل الخلافات الخليجية بالحوار الإيجابي، وبأسلوب البناء على الممكنات لا المستحيلات؛ إضافة إلى العديد من المواضيع والملفات الهامة، والتي تؤكد الحرص على استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها، ولذا فإن المملكة تقوم بهذا الدور المحوري باستضافة وتنظيم هذه القمة، وفي هذا التوقيت لأهمية التعامل مع كل هذه التحديات، ولما فيه مصلحة جميع دول المنطقة، محاولة رأب الصدع، ووأد الفتن بمختلف أشكالها؛ خاصة وإن استقرار هذه المنطقة وأمنها هو أمن للعالم أجمع، كونها تضم أضخم المقدرات الاقتصادية في العالم .

إن لحمة البيت الخليجي، وتكاتف أعضائه، مطلب لكل شعوب الخليج، وخصوصًا مع تنامي التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في وقتنا الراهن، ومع ذلك فإن هنالك ثقة واسعة لدى شعوب الخليج بحكمة القادة وبرؤيتهم الراهنة والمستقبلية، لأمن المنطقة واستقرارها، ونمائها، بما فيه خير وصلاح ورفاهية شعوب المنطقة.

إن المملكة العربية السعودية هي رأس الهرم الإسلامي والعربي، ودورها القيادي والريادي بين كافة الدول، واضح في نصرة الحق، ولا مزايدة على مواقفها، وهي بوصلة المسار للمستقبل، ولأمن المنطقة برمتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى