المقالات

مشروع مدينة “ذا لاين” فكر متطوّر.. وتجربة حضارية

بشرى أخرى من بشائر الخير والنماء.. والازدهار والرفاهية والرخاء، والأمل في مستقبل زاهر بإذن الله تعالى، أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، و​زير الدفاع، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية،​ رئيس مجلس إدارة شركة “نيوم”، تمثّلت في إطلاق مشروع مدينة “ذا لاين” في “نيوم”، مساء الأحد 26 جمادى الأولى 1442هـ الموافق 10 يناير 2021م، الذي يُعتبر انطلاقة واثقة.. وحُلم جريء، وتجسيدًا حيًّا لرؤى إستراتيجية عميقة لسموّه الكريم – حفظه الله – وثمرة فكر متطوّر ومواكب وغير تقليدي، وتجربة حضارية تُعدُّ نموذجًا للعالم أجمع للتخطيط المستقبلي لخدمة الإنسان والإنسانية، وليضع سموّ ولي العهد الكريم – رعاه الله – بهذا المشروع الطموح والحيوي والمُلهم، بصمة من بصمات الإبداع والريادة والابتكار، ولبنة أخرى من لبنات الرخاء والنماء، ويخطو – حفظه الله – بالمملكة خطوات واسعة نحو العالم الأول، لتقف في مصاف دول العالم التي تتوسع في استخدام مختلف مجالات “التقنية”، وليُسهم هذا المشروع التقني الرائد، في تحقيق أهداف رؤية المملكة الطموحة 2030، في ترسيخ مفاهيم الاستدامة البيئية‏، حيث تمنح مدينة “ذا لاين” الحياة على الأرض معنى جديدًا، وتعكس نهجًا لا مثيل له في تطوير مدن مستقبلية متناغمة مع الطبيعة، وذلك من خلال الاعتماد بالكامل على الطاقة النظيفة بنسبة 100%، مع الحرص على تحقيق مستقبل إيجابي للكربون، كما أن “ذا لاين”، ستأتي بتصميمٍ تتناغم فيه المعيشة الإنسانية مع الطبيعة، وبخطوات واثقة لمواجهة تحدي التغيير، واستشراف المستقبل الجديد، وليُحقق مرامي وأهداف إعادة هندسة المجتمعات الحضرية، حيث يُعدُّ ثورة في التجربة الحضارية للمستقبل، ونموذجًا لما يمكن أن يكون عليه مستقبل المجتمعات الحضرية، ومخططًا يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة؛ بالإضافة إلى أنه يضع حجر أساس لتخطيطها المستقبلي، في الوقت الذي يُشكِّل فيه ثورة حضرية في مجال مدن المستقبل الذكية، وذلك من منطلق الاهتمام ببناء “الإنسان” وتنمية “المكان”، ومن مفهوم أن “الإنسان أولًا”، وهذا ما أكّده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس إدارة “نيوم” بقوله: “على مدى العصور، بُنيت المدن من أجل حماية الإنسان بمساحات ضيقة، وبعد الثورة الصناعية، بُنيت المدن لتضع الآلة والسيارة والمصنع قبل الإنسان، المدن التي تدعي أنها هي الأفضل في العالم، يقضي فيها الإنسان سنين من حياته من أجل التنقل، وسوف تتضاعف هذه المدة في 2050م، وسوف يُهجر مليار إنسان بسبب ارتفاع انبعاثات الكربون وارتفاع منسوب مياه البحار”.

مشروع مدينة “ذا لاين”.. هذا المشروع الحُلم سيصبح واقعًا مُعاشًا على أرض الواقع، حيث إن بدء تطويرها سيتم خلال الربع الأول من عام 2021م، ولتشكل جزءًا مهمًا من أعمال التطوير المكثفة الجارية في مشروع “نيوم” وليُمثِّل إضافة مهمّة لهذا “المشروع” العالمي، الذي أعلنته المملكة العربية السعودية في شهر أكتوبر من عام 2017م، والذي يأتي ضمن إطار التطلعات الطموحة لرؤية المملكة 2030، وليُوصف بالمشروع الأكثر طموحًا والأكبر على مستوى العالم، حيث يتم تطويره على مساحة تتجاوز 26 ألف كيلومتر مربع في شمال غرب بلادنا العزيزة، وتقدر استثماراته بـ500 مليار دولار، ويسعى لتقديم نموذج جديد للاستدامة، وإيجاد مكان يسهم في تطوير معايير جديدة لصحة المجتمع وحماية البيئة، ويتيح الاستخدام الأمثل للتقنية وبكل فاعلية وإنتاجية، وذلك باستجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل هذا المشروع، ومن خلال التركيز على عدد من القطاعات الاستثمارية المتخصصة، التي تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي: (مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات). هذا بجانب أن “نيوم” تتصف برؤية متكاملة، وذلك لاشتمالها على عدة قطاعات وتقنيات، منها: (التقنية الذكية، والتقنية الرقمية، وتقنية الصناعة المتكاملة، والسياحة)، ولتعد بمثابة مدينة عصرية، تستهدف أحدث التقنيات المتوافرة في الوقت الحالي، وتلك المتوقعة مستقبلًا، ليشكل محور التقنية أساس العمل ومحركه الأساس في هذا المشروع الطموح، الذي يتضمن الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.

ومنذ أكثر من 150 عامًا، ستُعيد مدينة “ذا لاين” تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات يكون فيها الإنسان – وللمرّة الأولى – محورها الرئيس، الأمر الذي سيُعزِّز جودة الحياة، ويضمن الوصول إلى كافة مرافق الخدمات الأساسية بما في ذلك المراكز الطبية، والمدارس، ومرافق الترفيه، بالإضافة إلى المساحات الخضراء في غضون 5 دقائق سيرًا على الأقدام، وستجعل حلول المواصلات الفائقة السرعة التنقل أسهل؛ إذ من المتوقع ألا تستغرق أبعد رحلة في “ذا لاين” 20 دقيقة فقط، مما سيوفر معيشة قائمة على التوازن بين بيئة أعمال حاضنة للابتكار، وجودة حياة استثنائية للسكان، ولتُختتم سلسلة الإبداع وحلقات استشراف المستقبل هذه، بتشييد أكبر مطار في العالم فيها، وذلك بحلول عام 2030م، وتوقيع اتفاقيات شراكة مع عدد من الشركات والمؤسسات المحلية.

حفظ الله قائد المسيرة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسيدي سمو ولي عهده الأمين، وأدام على وطننا العزيز الغالي أمنه واستقراره وازدهاره ورخائه، في ظل قيادتهما الحكيمة، ليشهد – بحول الله وقوته -، المزيد من مشروعات الخير والنماء والعطاء المتدفق، الذي عودتنا قيادتنا الرشيدة – أيّدها الله – عليه.

——————
* وكيل معهد البحوث والدراسات الاستشارية للدراسات الاستشارية.
* أستاذ مساعد الهندسة البيئة والمياه بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية.
* مستشار مركز إدارة المخاطر والأزمات (سيف)، بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button