تقول الكاتبة الجزائرية، أحلام مستغانمي: “الفرح ثرثار. أمّا الحزن فلا تستطيع أن تُقيم معه حوارًا، إنه منغلق على نفسه كمحار؛
بلى.. في إمكانك إغاظة الحزن بالفرح، تكلّم ولو مع ورقة!”.
تكرِّس بعض القنوات الفضائية والإعلامية ( ثقافة الموت ) ببث الأخبار، حتى إن بعضها لديه برنامج اسمه ( صناعة الموت)؛ في زمن تعاضدت فيه على الناس المحن، والإحن والفتن، وضغوط الحياة؛ كم نحن إلى الفرح، والمرح، أحوج…….!
لاستجلاء الابتسامة، وتنقية النفوس من رواسب التعب، والعناء، وتخفيف وطأة الأخبار السوداء؛ الفرح والسرور مطلبان في حياة اكتظت فيها على الإنسان أثقال وهموم، ورؤى بصرية كالغيوم؛ متى تستشعر المؤسسات المدنية، والإعلام مسؤوليتها ليكون الفرح في أولويات خططها صناعة، لخلق مجتمع متفائل، إيجابي، معطاء، ينفض عن ذاته غبار الحزن والانهزامية، ويغسل روحه بماء السعادة، وينثر على طرقات الكون ورود الفرح هناء، وتتساقط أوراق الحزن، وتمطر السماء بماء الحياة، فتعشب الأرض بشرًا من الفرح، ويسود سلام الحب والمودة، وتضيء الوجوه إشراقًا وانفتاحًا كالوردة، وتسيل على الطرقات ابتسامات كلها مودة؛ “الفرح هو لذة في القلب لنيل المشتهى، والكلمة ترادف السرور والحبور والجذل والغبطة والبهج والارتياح والاستبشار والاغتباط”.
في بلادي (وطني السعودية) بفضل من الله، ثم بقيادتها التي لاتألو جهدًا في (صناعة الفرح) مرة تلو الأخرى، فتظلل أخباره سماء الحياة، وتنمو على الشفاه ابتسامات الرضا، وتتسابق الخطى نحو المستقبل في ثبات.
أُنَمْذِجِ لبعض تلك، التي تولد في النفس السرور، فتنمو بين جوانحها براعم الفرح:
*التعامل مع جائحة كوفيد19، والتقليل من خطرها، “وأكد العالم أن المملكة كانت نموذجًا فريدًا في التضحية والإيثار من أجل التخفيف من تداعيات الجائحة على جميع من يعيش على أراضيها، دون تفرقة بين مواطن ووافد”، فانتشت النفوس.
*من أوائل الدول في تفعيل لقاح ( كورونا)،: (وزير الصحة عرض عينة من اللقاح، قائلًا: “سعيدون بتواجدها، وإن شاء الله تكون بداية بانفراج الأزمة” فارتفع مؤشر الأمل.
*قمة (العُلا) والصلح، واستضافة قطر، والترحيب بأميرها(يا ألله حيّه ..نوّرت المملكة).، فسُرّ الخاطر.
*ذا لاين، وأميرها الشاب، الذي أعلن مشروعه التنموي، اهتمامًا بالإنسان “وستعيد مدينة “ذا لاين” تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات يكون فيها الإنسان محورها الرئيسي”، فتفاءلت المشاعر. لِمٓ لايكون هناك يوم عالمي للفرح؟!، تُخفى فيه الأحزان، وتظهر فيه السعادة على الوجوه، وتتوارى أخبار الكدر عن العيون، ولنقيم علاقة مع المثرثر، ونحيّد المنغلق على نفسه، ونغيظه بالفرح..!!
أخيرًا:
يقول عباس محمود العقاد: “أعطني بيتًا سعيدًا، وخذ وطنًا سعيدًا”.