المقالات

ذهبت المدرسة للطالب

كانت عبارة ذهب الطالب للمدرسة الأكثر شيوعًا واستخدامًا، ومعها مترادفات وإضافات تصف حال الطالب الذاهب إلى المدرسة؛ كأن يكون مسرعًا وفرحًا وماشيًّا أو راكبًا وغيرها إلا أنها اختفت فجأة بتبادل الأدوار، وتغير الأحوال فذهبت المدرسة للطالب، نعم ذهبت المدرسة للطالب في منزله، ولو قلت هذا لأحد قبل بضع سنين؛ لأتهموك بالكذب ولرموك بالجنون، ولكن سبحان مغير الأحوال الذي يغير ولا يتغير.

لقد أزّت جائحة “كورونا” وزارة التعليم للتعليم عن بُعد أزًّا؛ فنجحت الوزارة في مسايرة الحدث الجلل، وتغلبت على الصعاب؛ فكان التعليم عن بُعد الذي مكّن الطلاب والطالبات من تلقي دروسهم، والتواصل مع معلميهم ومعلماتهم إلكترونيًّا، وأخرجت الوزارة تطبيق مدرستي وتعلم الطلاب والطالبات، ودرسوا الفصل الدراسي الأول لهذا العام، وكان من الطبيعي وجود بعض العثرات والشكاوى إلا أنها تجربة ناجحة بكل المقاييس أثبتت أن لدى الوطن كفاءات متى ما أعطوا الفرصة وجدت هامات عالمية في كل الميادين ولله الحمد، ولاعجب فهذه الجزيرة أخرجت رجالًا قادوا العالم كله وتربعوا على عرشه قرون من الزمن، ولم يعكر صفو هذه التجربة، وهذا النجاح إلا شركات الاتصالات، ومن خلفها هيئة الاتصالات والوزارة الذين لم يكونوا على قدر الحدث فعدم التغطية والضعف والانقطاع (ولو كان قليلًا) غير مقبول أبدًا، ويجب أن لا يتكرر ذلك في الفصل الدراسي الثاني أبدًا؛ خاصة وأن شركات الاتصالات تتقاضى المقابل المجزي، ولا تقدم خدمة مجانية.

وبهذه المناسبة نرفع أسمى آيات الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين بعد شكر الله سبحانه وتعالى على ماتحقق من قفزات وتطور إداري فالجهات الحكومية الآن أصبحت أكثر مرونة وتطور ومواكبة للأحداث والتغيرات فنحن الآن نرى جهات حكومية تتحدى القطاع الخاص في حسن الأداء، وسرعة التطور والتغيير، بل والإبداع في أداء خدماتها.
بقي أن تُعيد وزارة التعليم النظر في بعض التنظيمات المصاحبة للتعليم عن بُعد، وتكون حازمة في تطبيقها وأولها عدم التساهل في غياب الطلاب والطالبات عن الفصل الافتراضي، ومن أول دقيقة، وأن لا تقل الدرجة المقابلة عن 10 درجات، والحرمان إذا تجاوز الغياب 20٪ وأن يكون وقت الدراسة كما كان واقعًا السابعة أو السابعة والنصف صباحًا وللمراحل الدراسية الثلاث كلها فالأعذار انتهت والحزم واجب، وأن يُمَكن مشرف إدارة التعليم من متابعة المعلم في فصله وتقييمه كما تُمَكن إدارة المدرسة وإدارة الإشراف بالوزارة من ذلك بتشكيل منظومة محكمة ومترابطة للحصول على أداء متميز، وأن يصاحب ذلك الضرب على أيدي القلة القليلة من المعلمين والمعلمات المتراخين في الأداء أو الضبط؛ وإلا فإن معلمينا ومعلماتنا أثبتوا أنهم فرسان الميادين كلها الواقعية والافتراضية فلا يغيب عن ناظرينا ذلك المعلم الذي يعاني آلام السرطان، ومن على سرير المرض يتفانى في تدريس طلابه، ولا تلك المعلمة التي خرجت بعباءتها وحاسبها الآلي إلى الشارع؛ لتلتقط البث فتوصل درسها لطالباتها فلهم ولامثالهم أقول جزاكم الله خيرًا، وبارك في جهودكم وأبشرهم أن الله لن يضيع عملهم وأول مبشراتها سيجدونها في فلذات أكبادهم فالجزاء من جنس العمل.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button