أين شعراء ما يسمى (شاعر المليون) عن المشهد الثقافي؟ تساؤلات قد لا تغيب عن أحد، خصوصًا من الذين يهتمون بكل ما يدور في الساحة الشعبية، وراقبوا عن كثب تلك المراحل التي مرت بها مسابقة شاعر المليون. هناك من يعتقد أن غيابهم ناتج عن قلة المناشط والفعاليات الثقافية التي لم يعد لها أدنى اهتمام عند الكثير من العامة.. وفي الجانب الآخر، وهو الأقرب للواقع من وجهة نظري هناك من يرى أن هذه البرامج التي يروج لها بأنها تعنى بالشعر لا تعدو كونها برامج تسويقية قائمة على آلية التصويت خالية من المضمون والاحترافية والقيمة الشعرية؛ لذلك نجد أن كل شاعر يفرز من خلالها، ويقدم للساحة لا يختلف عليه المتابعون بأنه أتى عبر الفزعات ورسائل sms. وعند انتهاء المسابقة يمسحون تلقائيًّا؛ لأن هدف وجودهم قد أزف وانتهى، وتظل المنابر الإعلامية مختلفة في سياستها وفلسفتها من خلال نظرة وتوجهات القائمين عليها، ويظل الشاعر الحقيقي حاضرًا بإبداعه حتى لو كان حضورًا مقننًا بعيدًا عن الإرهاصات الإعلامية المفرغة في وقت فيه تكون صناعة النجم تحتاج إلى التطبيل فقط.
فاصلة:
الابتعاد عن صغار العقول ترفعًا، وليس غرورًا.