عبدالرحمن العامري

مجموعة إنسان

ما أن يأتي ذكر ذلك الأمير الإنسان الذي أُوتي البيان، وفصاحة اللسان إلا ويأتي معه أحاديث؛ كأنها الدّر الجمان عن إرادته، وقوة شخصيته ليس لكونه شاعرًا مرهفًا أو أميرًا نبيلًا أو قائدًا فذًا أو إداريًّا ناجحًا أو رسامًا بارعًا أو خطيبًا مفوهًا أو دبلوماسيًا محنكًا، بل لأنه جمع كل تلك المزايا في كاريزما متفردة خلدت اسمه في صفحات الزمان.

نعم إنه دايم السيف، وأمير الحرف، ومهندس الكلمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة ومستشار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظهما الله- الذي ترجم العديد من الأحلام على أرض الواقع رغم كل الصعاب والعقبات التي واجهته طوال مسيرته العملية في جميع المناصب التي تقلدها لا سيما منذ بداية تعيينه أميرًا لمنطقة عسير التي أطلق فيها شعاره الذي أصبح مثلًا يردد في كل المحافل والمناسبات عندما قال سموه: (لا عسير في عسير) فأدار دفة إمارتها باقتدار، وشهدت المنطقة قفزات حضارية وسياحية، تعلت المدار بعد أن كانت مدينة متواضعة لا تشد الرحال إليها رغم موقعها الاستراتيجي ومناظرها الخلابة، إلا أنه حوّلها خالد الملهم إلى أهم معلم حضاري وسياحي في المملكة عبر كم هائل من المشاريع التي جعلتها الوجهة الأولى للسياح العرب والخليجيين بل من شتى دول العالم.
وما أن تسلّم سموه دفة القيادة في منطقة مكة المكرمة التي شرفه الله فيها بخدمة الحرمين الشريفين؛ حتى حظيت بمتابعته الشخصية لجميع المشاريع الاستثمارية والتنموية والبنى التحتية، في جميع المحافظات؛ وخاصة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة التي تحولت إلى مدن حضارية وعصرية يُشار إليها بالبنان.
وإذا ما خرجنا بعيدًا عن نطاق العمل والسياسة، وطرقنا باب الفكر واللغة والأدب؛ فإن الأمير خالد الفيصل يُعد من أهم روافد التطور في مفردات الشعر في الخليج العربي؛ فقد قدّم العديد من الأمسيات الشعرية داخل المملكة وخارجها، واستطاعت الكلمة الشعرية التي أبدعتها قريحته تحقيق عدة أغراض فنية، ووطنية تميزت بالمعاني الجزلة والعاطفة الجياشة؛ فهو شاعر الأمراء وأمير الشعراء صاحب الفكر الذي ابتكر تداعيات شعرية رسم من خلالها صورًا حية، صادقة وجميلة، لما يحسه من لواعج الشوق والوجد والفراق، والتي انعكست على شخصية سموه فحلقت بها نحو مجال الفن التشكيلي والتراث؛ فجعلت منه رسامًا وفنانًا تشكيليًّا تترجم ريشته ما يموسق به حرفه؛ وكأنهما نهران عذبان التقيا وشكلا بحيرة تسر الناظرين.
وعطفًا على ذي بدء فقد تداعى هذا المقال إلى فكري، وتحركت مشاعري تجاه هذا الأمير الإنسان عندما شاهدته عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهو يتلقى الجرعة الثانية من لقاح كورونا المستجد كوفيد ١٩؛ وكأنه يقدم لنا رسالة مفادها: أن صحة الإنسان من أولى اهتمامات قيادتنا الرشيدة، وأن الأخذ بالأسباب غاية إسلامية، ومقصد شرعي عظيم ينبغي علينا جميعنا الأخذ به، وتطبيقه من أجل القضاء هذا الوباء.
وختامًا…فإنه مهما تسرد أقلامنا من حروف، ومهما نسهب في الكلام؛ فإننا لن نجد للحرف منتهى؛ فقد كان ومازل الأمير خالد الفيصل، وفي جميع مراحله العمرية شاعر المشاعر الذي ارتبط بالمغامرة والإقبال على الحياة، والبحث عن الفرح والأحلام فرسَّخَ اسمَهُ بأحرفٍ من نورٍ في كل المحافل التي كان حاضرًا بها والنشاطات العديدة والمتنوعة التي شارك فيها فهو رجل يحمل في داخله مجموعة إنسان.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button