المكان الذي أطلق منه سيدي ولي العهد الأمير محمدبن سلمان عددًا من الاستثمارات الاقتصادية الهامة أثناء مشاركته في منتدى –دافوس–الاقتصادي العالمي يوحي لرمزية هامة تؤكد على قِدم الحضارة في وطننا الغالي، وذلك للآثار الظاهرة خلال اللقاء لمدائن صالح الشهيرة، وبأن تلك البلاد أنجبت قادة سادوا العالم في الماضي وعصرنا الحالي؛ كالحركة الجريئة والتي تُعتبر من أجرأ الحركات في العصر الحديث؛ كما أشار لذلك عددٌ من الكتّاب الغربيين؛ ألا وهي فتح مدينة الرياض من قبل المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- وإعادة ملك أجداده، وقد نال ذلك إعجاب معظم المشاركين في المنتدى العالمي، والكثير من الصحف والقنوات العالمية، ورجال الاقتصاد في الدول الكبرى، وذلك لعظمة الصورة والمكان.
ولقد قام ولي العهد -يحفظه الله- بتوضيح الفرص الاستثمارية في المملكة، والتي تصل قيمتها إلى 6 تريليونات دولار، وأن هناك 3 تريليونات دولار استثمارات في مشاريع جديدة ضمن رؤية 2030.
وأوضح لجميع المشاركين بأن ازدهار السعودية يؤدي الى تنمية المنطقة والعالم، مضيفًا بأن السعودية تمتلك مقومات كبيرة للاستثمار؛ كون الإنجازات التي حققتها السعودية ضمن رؤية 2030 كبيرة؛ وذلك من خلال نجاح السعودية بمضاعفة الإيرادات غير النفطية، وتنويع مصادر الدخل، وكذلك تمكين المرأة السعودية في سوق العمل.
كما أشار إلى أن عام 2020 كان مليئًا بالتحديات ولكننا كنا جاهزين لها..موضحًا بأن رحلة التحول أخذت كل محاور الدولة إلى أبعاد جديدة، وأن الإصلاحات في الاقتصاد ستتضاعف في العشر سنوات المقبلة -بإذن الله-.
ولاشك بأن الحضور القوي لولي العهد والذي لفت الانتباه لمعظم المشاركين، ورجال الأعمال الكبار وكبرى الشركات ذات الاسم الشهير عالميًّا؛ سيؤتي ثماره مستقبلًا، وبشكل كبير على مختلف الأصعدة، فالجميع يعلم مدى أهمية المال سواء على مستوى الدول أو الأفراد، فكما ذكر نابليون بونابارت؛ قوام الحرب ثلاث؛ المال والمال والمال، “فعندما يتحدث المال يصمت الصدق”؛ مثل روسي. فخسارة المال خسارة طفيفة، وخسارة الشرف خسارة عظيمة..أما خسارة الجرأة فلا تعوض، لذا كانت للجرأة والمبادرات التي قام بها سيدي ولي العهد وقعها الكبير في النفوس، سواءً للمشاركين في المنتدى الاقتصادي أو لجميع الاقتصاديين؛ فالاقتصاد بالجهد هو أهم مبادئ العمل المتقن، وهي أن يتم بتحقيق أفضل النتائج بأقل جهد؛ فلا شيء يرفع الأمم إلى أعلى درجات الثراء، من أدنى درجات التدهور، مثل السلام، وسهولة الضرائب، والعدل القابل للتطبيق، وكل شيء آخر سيأتي تباعًا..آدم سميث..فالاقتصاد هو العامل الأساسي في تشكيل الحياة، فأهم مافي الاقتصاد الجديد هي الفكرة التي تُنفذ وقتها، وفي عصر المعلومات فإن الأفكار ليست حكرًا على أحد..محمد بن راشد المكتوم..فكما ذكر أيسوب بأن الاقتصاد أن تُحضر اليوم لمطالب الغد.
ولقد تنبه سيدي -رعاه الله- لأهمية الوقت والأفكار والمعلومات، وحرص على كل ماهو جديد؛ مواكبًا بذلك من خلال مكونات رؤية 2030 التطور السريع والمُذهل الذي يشهده العالم في هذا العصر؛ فحرص على الاهتمام بالمواطنين وتوزيع فرص التوظيف لهم بكل عدلٍ ونزاهة، وقمع الفساد وأهله بطريقة مدهشة أشاد بها الجميع لصداها القوي على مستوى العالم، والتي جعلت الأمور تسير في نِصابها الصحيح، فكل تلك الإجراءات المُشار اليها أعلاه تؤكد على مدى حرص ولي العهد على رفعة وازدهار وطننا الغالي ورفاهية شعبه؛ ليُصبح في مصاف الدول الكبرى بإذن الله.
حفظ الله ولي العهد صمام أمان بلادنا الغالية في شتى المجالات عزًا وذخرًا لنا، فهو بحق آتى في الوقت المُناسب، والذي يحتاج لشخص قوي وجريء ذو ذكاء حاد، وإرادة صلبة وعزم قوي لا يلين؛ وكلها صفات اجتمعت في ولي العهد بحمدالله؛ كي يُحقق جميع طموحات وتطلعات شعبه العظيم الذي يقف وبكل قوة خلفه.
–خبير استراتيجي ومختص في العلاقات التاريخية بين الدول–